في عرض هو الأكثر نقاشا على مستوى الندوات التطبيقية قدمت فرقة "مُحترف كيّف" مسرحية "تصريح دفن" ضمن فعاليات مهرجان التراث والثقافة "الجنادرية" بالطائف، مساء الأحد (22 يونيو 2014). والعرض من تأليف إبراهيم الحارثي وسينوغرافيا وإخراج ياسر مدخلي، و تمثيل " البراء علي، سالم شحبل، رائد الموركي، صفوت صابر "، ومن الصوتيات أنس السلمي. العرض استمر قرابة الأربعين دقيقة ، وقدم فيه الممثلون دهشة على مستوى الأداء ، حضر النص المسرحي بشكل مواز للإخراج الذي كان يسير بنسق منظم مع الكلمة التي تمتلئ بالشاعرية، لغة النص الفلسفية قادت المخرج ليضع أدوات سينوغرافية تم التعامل معها من قبل الممثلين بشكل أبهر المتلقين . العرض يحكي عن طريقة استخراج تصريح لدفن أحد الجثث التي رمز لها الكاتب و فسرها المخرج على أنها " المسرح " وسط العديد من الإجراءات البيروقراطية، وترجمت لغة النص الحدث بشكل عبثي، وأعاد فيها الكاتب طريقة "ألفريد جاري" في كتابة النص، واستغل المخرج مساحة النص الواسعة، وتمدد بشكل مثير ورافق عبثية النص وأخرج العمل بانسجام في كل عناصره الفنيّة . أقيمت بعد ذلك قراءة تطبيقية استمرت قرابة الساعة الكاملة أدارها الفنان وائل الحربي، وقدمها فهد ردة الحارثي، وجاء في مجمل حديث الحارثي أن النص في العرض ،عبثي في تكوينه ودلالاته، واستفاد إبراهيم الحارثي من تقنية العبثية و اللامعقول في نسج حوارات هذا النص". كما أشار إلى أن المخرج "أدخلنا في اللعبة المسرحية منذ الوهلة الأولى للعرض". وأشاد فهد ردة بالأداء التمثيلي لفريق عمل تصريح دفن، وأثنى عليهم كثيرا في قراءته. أما مداخلة السحيمي فجاءت مختلفة و قال: "النص المسرحي جميل جدا" ولا يسعنا إلا أن نقف بصمت أمام هذا الجمال؛ فالصمت في حرم الجمال جمال، والمخرج كان أنيقًا، وغمس ذاته في اللعبة الإخراجية بشكل كامل". أما الشاعر علي السعلي فقد اختتم المداخلات بقصيدة شعرية قدم فيها شكره لجهود اللجان العاملة، وأثنى على النص والإخراج، وأشار إلى أن العمل كان في مجمله مختلقا و رائعا . وستشهد ليلة اليوم الاثنين (23 يونيو 2014) ختام هذه التظاهرة على شرف المدير العام لمهرجان التراث و الثقافة " الجنادرية" بالطائف التي استمرت لمدة ثمانية أيام، واشتملت على العديد من العروض المسرحية المختلفة.