أكد سفير المملكة العربية السعودية ومندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف، فيصل طراد، في بيان أمام المجلس؛ أن أكثر من ثلاث سنوات مضت على معاناة الشعب السوري، ولا نستطيع أن نلتمس أي ضوء في آخر النفق؛ حيث يتأكَّد للجميع في كل مرة نستمع فيها للجنة الموقرة، حجم المأساة التي يعيشها هذا الشعب الشقيق تحت وطأة نظام جائر مستبد، استطاع بكل جدارة أن يسجل اسمه في صفحة سوداء قاتمة من التاريخ كواحد من أفظع الأنظمة في عصرنا الحديث، والتي انتهكت حقوق الإنسان وقتلت وشردت شعبها ودمرت بلدها، ليس إلا بهدف واحد؛ أَلَا وهو الاستمرار في السلطة حتى لو لم يتبقَّ إلا فرد واحد من هذا الشعب المنكوب. وأوضح طراد خلال الحوار التفاعلي الذي عقده مجلس حقوق الإنسان مع البعثة الدولية لتقصِّي الحقائق في سوريا؛ أن التقارير الدولية الموثَّقة تكشف أن ما حصده هذا النظام من أبناء الشعب السوري الشقيق كضحايا؛ جرَّاء الانتهاك المستمر لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية وقتل وتدمير بالبراميل المتفجِّرة والأسلحة الكيميائية واستخدام الكلور, وتعذيب وحصار وسياسة التجويع والإرهاب للمواطن، بلغ ما يزيد على 160 ألف قتيل وأكثر من 600 ألف من الجرحى والمقعدين من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وشرد أكثر من 10 ملايين سوري، وأصبح هنالك ما يصل إلى ثلاثة ملايين لاجئ سوري في دول الجوار، ونتيجة لهذه السياسات تراجعت البنية الأساسية للدولة إلى ما كانت عليه قبل حوالي أربعة عقود، وأصبح 75% تقريباً من الشعب السوري على حد خطّ الفقر، و 50% من الأطفال في سن الدراسة أصبحوا خارج المدارس، و375 ألف امرأة حامل تعاني من نقص الرعاية الصحية، بالإضافة إلى حوالي 4.7 مليون مواطن سوري محاصر داخل بلده في حاجة ماسة إلى المعونات الإنسانية من غذاء ودواء.
وأضاف مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة أنه يمكن القول إنهم معرضون لخطر الموت، وكما هو متوقَّع استمعنا لأسطوانة مشروخة ولتكرار مملٍّ من النظام السوري في رفضه لهذه التقارير الموثقة؛ بل لرفضه حتى الاعتراف بهذه اللجنة الموقرة، فما بالكم بالتعاون معها، ومن اتهامه لدول الجوار ومجموعة دول أصدقاء سوريا بدعم الإرهاب في سوريا؛ بل إنه يحاول إقناعنا بمسرحيته الجديدة حول الشرعية والانتخابات الهزلية التي تم رفضها، وما أفضت إليه من نتائج من عدد كبير من دول العالم الحر والحريص على حماية حقوق الإنسان .
وأكد السفير أن المملكة تدين هذا النظام بأشد العبارات، وترى أن الوقت قد نفذ وليل الشعب السوري قد طال، وأصبح لزاماً على مجلس حقوق الإنسان رفع تقرير متكامل إلى مجلس الأمن؛ لاتخاذ قرار حاسم ضد هذا النظام وكل من انتمى إليه وتوجيه تهمة القيام بجرائم الحرب والاتفاق على الآلية المناسبة؛ لتقديمهم للعدالة الدولية؛ حتى لا يسجل علينا التاريخ فشل النظام الدولي مرة أخرى في التصدِّي لجرائم الحرب هذه، وبأن هنالك نظاماً قمعياً مثل نظام بشار الأسد قد تمكَّن من الإفلات من العقاب.