يري الكاتب الصحفي علي الشريدة أن المملكة يجب أن تكرم مخترع التكييف الحديث المهندس ويليس هافيلاند كارير، والذي ساهم إلى حد كبير في التخفيف من تأثير الحرارة على سكان الجزيرة العربية، وحافظ على التواجد السكاني في المنطقة. وفي مقاله "مخترع التكييف: ويليس كارير" بصحيفة "الشرق" يقول الشريدة: "قبل عدة سنوات كتب الزميل د. عبدالسلام الوايل مقالاً عن مكتشف النفط في المملكة، كبير الجيولوجيين في شركة كاليفورنيا ستاندارد، الأمريكي ماكس ستينكي، وأشار إلى نقطة مهمة وهي أنه لولا هذا الرجل وإصراره على وجود نفط في صحاري المملكة الخاوية على عروشها في ذلك العصر، لربما تأخر اكتشاف هذه الثروات التي بباطن أرضنا سنوات وربما عقوداً طويلة. وتعجب الوايل في ختام مقاله من عدم وجود اعتبار أو تقدير ولو رمزيّ لهذا الرجل الذي عن طريقه وصلت المملكة إلى هذه المستويات العالية من التقدم والرفاهية".
ويعلق الكاتب قائلاً: "قبل أيام قال لي أحد الأصدقاء في يوم حر شديد، بعد أن أراني صورة لأحد الخواجات، لو رزقت ابناً لسميته باسم صاحب هذه الصورة. قلت ومن صاحبها؟ قال هذا مخترع التكييف الحديث المهندس ويليس هافيلاند كارير. قلت الحقيقة إن هذا يستحق أن ينضم في التكريم الرمزي الذي اقترحه د. الوايل لأنه لولا اختراع هذا الرجل ولو لم يعرف الإنسان الحديث هذه الطرائق المريحة للتكييف لأصبحت الحياة في معظم مناطق هذه الجزيرة العربية شبه مستحيلة".
ويضيف الشريدة: "الحق أن هذه الحرارة إضافة إلى قلة مصادر الماء، كانت السبب الأكبر الذي جعل هذه البقعة من العالم الأقل من حيث كثافة السكان، حتى وقت قريب، إذا هاجر معظم سكانها نحو الشمال في الشام والعراق وما جاورهما من مناطق، وهاجر جزء آخر على امتداد جنوب حوض الأبيض المتوسط. وبقيت هذه البقعة خاوية على عروشها بسبب هذه الحرارة التي تصهر كل شيء تحتها وتجعل سبل الحياة في أجوائها شبه معدومة".
ثم يروي الكاتب قصة طريفة عن أصل اختراع التكييف ويقول: "من الطريف أن أصل هذا الاختراع الذي جاء به كارير لم يكن للترفيه عن الإنسان وإنما كان محاولة منه لحل بعض المشكلات الطباعية في شركة الورق والطباعة التي كان يعمل بها، إذ كان لدى آلاتها الطباعية بعض المشكلات في الطباعة بسبب الرطوبة في المصنع. وبعد أن استطاع كارير حل هذه المشكلة، أتته فكرة استخدام هذا التكييف للتبريد على الإنسان.. كما أنه من اللافت أن كارير هو المؤسس لشركة سامسونج الكورية التي أصبحت من أكثر الشركات الرائدة في العالم في علم التبريد".