دعا كوروش زعيم، العضو البارز في اللجنة المركزية للجبهة الوطنية الإيرانية، طهران، إلى احتلال شريط بمحاذاة الحدود الإيرانية في عمق الأراضي العراقية؛ بهدف إبعاد المسلحين المعارضين ل"المالكي" من الوصول إلى إيران. وعلل "زعيم" دعوته هذه بذريعة اقتراب "داعش" من الحدود الإيرانية، مؤكداً في بيان أنه لو استطاع تنظيم "داعش" الاستقرار في أي من المحافظاتالعراقية المجاورة لبلاده ستنهال "المجاميع التكفيرية" على إيران، التي ستواجه خطراً أكبر في حال عدم احتلالها الشريط المقترح.
وقارن "زعيم" الوضع في العراق بالحقبة الطالبانية في أفغانستان، مستنتجاً أن إيران ستواجه عاصفة دموية ومدمرة أسوأ من تلك التي حدثت في "القرنين الأول والثاني للهجرة"، في إشارة منه للفتح العربي الإسلامي، حيث خضعت بلاد فارس للحكم الأموي والعباسي لما يزيد على 200 عام بشكل مباشر.
أما الشريط المقترح من قبل "زعيم" فيبدأ من "الفاو"، في أقصى الجنوب العراقي على ساحل الخليج العربي، ويمتد على طول الضفة الشرقية لنهر دجلة، وصولاً إلى بحيرة دوكان في كردستان العراق، مروراً بمحافظة "ديالى" على أن ينتهي عند الحدود العراقية التركية.
وفي معرض إيضاح البعد العملي لاقتراحه، دعا "زعيم" الحكومة الإيرانية لتحريك قواتها المسلحة دون تأخير لاحتلال الشريط الذي رسمه لها واقتطاعه من الأراضي العراقية، بالإضافة إلى إرسال فرقة كاملة؛ بغية محاصرة المدن التي خرجت من سيطرة حكومة "المالكي"، حتى يستعيد الجيش العراقي ثقته بالنفس ثم القضاء على المسلحين واصطيادهم فرداً فرداً من خلال عمليات مشتركة مع الحرس الثوري، على حد تعبيره.
كما طالب الحكومة الإيرانية بخطط تكميلية، من ضمنها إغلاق الحدود الإيرانية مع كل من باكستانوأفغانستان، الأمر الذي يُظهر تخوُّف الأوساط الإيرانية المعارضة من انتقال المعارك إلى الأراضي الإيرانية من كل الأطراف، وخاصة من خلال المحافظات التي تقطنها القوميات غير الفارسية مثل كردستان والأهواز وعيلام.
يُذكر أن اقتراح هذا المعارض القومي لا يناقض العقيدة الاستراتيجية الإيرانية، التي يتبناها النظام الإيراني، الذي يرى في العراق، بل وفي سوريا ولبنان، امتداداً لمجاله الحيوي. وهذا ما أشار إليه الجنرال رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الأعلى علي خامنئي، عندما قال قبل أسابيع بأن حدود بلاده الحقيقية ليست كما هي عليها الآن، بل تنتهي عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر الجنوب اللبناني، وذلك وفقاً ل"العربية".
ويعتقد القوميون الفرس أن الفتح العربي الإسلامي الذي انطلق من الغرب نحو العراق والأهواز، وأسقط لاحقاً الإمبراطورية الساسانية، شكَّل كارثة بالنسبة لإيران وحضارتها المزعومة قبل الإسلام.
ومن الجدير بالذكر أن الجبهة الوطنية الإيرانية تنظيم قومي فارسي تأسس عام 1949 بُعَيد الحرب العالمية الثانية. وكان محمد مصدق، الذي أطاح الشاه به من رئاسة الوزراء إثر انقلاب 19 أغسطس 1953، أبرز قادتها التاريخيين.