كشفت دراسة أن 62% من المرضى الذين يعانون من ارتفاع كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، لم يستجيبوا للعلاج، وفشلوا في الوصول إلى المعدلات المستهدفة للدهون. وأكد الدكتور سعود السفري، رئيس الفريق البحثي واستشاري الغدد الصماء ورئيس قسم الباطنة بمستشفى القوات المسلحة في "الهدا" بمحافظة الطائف، أن الدراسة التي شملت (2.182) مريضاً -بينهم (1800) من المملكة العربية السعودية- أثبتت أن عدم التزام المرضى بالعلاج وغياب سهولة الاستخدام، يعتبران السببين الرئيسين في زيادة نسبة الانتشار العام لارتفاع مستوى الكوليسترول؛ لتصل معدلات الإصابة فيها إلى 54% بين سكان المملكة، وأن هناك فجوة حقيقية في إدارة دهون الدم في دول المنطقة؛ بما فيها المملكة.
وقال "السفري" في محاضرة توعوية ألقاها بفندق "راديسون بلو" في الرياض: "إن الدراسة ركّزت على تقييم المنظور السريري حول مدى انتشار وخصائص ارتفاع الدهون بين المرضى الذي تلقوا علاجاً من عائلة "ستاتين" لمدة ثلاثة أشهر على الأقل؛ حيث اتضح أن 61.8% من المرضى محل الدراسة كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (الكوليسترول الردي)، ويواجهون خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لم يصلوا إلى المستوى المستهدف من معدلات الكوليسترول"؛ مُرْجِعاً عدم الاستفادة القصوى من الأدوية المستخدمة للعلاج إلى عدم انتظام المريض في تناول الأدوية؛ إما بسبب المضاعفات الجانبية للعقار، وعدم المتابعة من اختصاصي الباطنية والغدد الصماء، إضافة إلى نقص المعلومة لدى الطاقم الطبي.
وحذّر الدكتور "السفري" من أن الميل المتزايد نحو التحضر وتبني أنماط الحياة الغربية، وزيادة انتشار الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة، يهدد بزيادة كبيرة في أعداد الوفيات؛ بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل.
وأشار إلى أن الفريق البحثي يسعى لعمل سجل وطني للمرضى السعوديين ونشر معلوماتهم؛ لبيان النِّسَب الحقيقية ومسببات المرض وعوامل الخطورة؛ مُبَيّناً أن الدراسة أوصت بضرورة انتظام المرضى في تناول الدواء وأخذ الجرعة المناسبة، مع الالتزام بنمط الحياة الصحي والحركة، ونصحت المرضى الذين فشلوا في الاستجابة للعلاج بالتواصل مع المختص؛ إما لتغيير الدواء، أو لإضافة عقار يعمل بطريقة تختلف عن الذي يتناوله، أو زيادة الجرعة.
الجدير بالذكر أن الدراسة أجريت خلال الفترة من بداية عام 2011م وحتى نهاية 2012م، وشَمِلت 2.182 مريضاً من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ولبنان والأردن؛ وذلك بواسطة فريق بحثي متخصص رَأَسَه الدكتور سعود السفري، استشاري الغدد الصماء ورئيس قسم الباطنة بمستشفى القوات المسلحة في "الهدا" بمحافظة الطائف بمشاركة "ميرك شارب آند دوهم" (أم إس دي)، وكان الهدف منها الحد من عدد المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية التي أودت بحياة 17.3 مليون شخص عام 2008م، وتتوق منظمة الصحة العالمية إلى أن يرتفع هذا العدد إلى 23 مليوناً سنوياً بحلول عام 2030م.