تختزن ذاكرة القراء العديد من المواقف الإيجابية والسلبية التي تكونت في مواسم الامتحانات في المراحل التعليمية الثلاث على مدى العقود الماضية، واستطاعت الظروف حينها في رسم بعض السلوكيات وجوانب الانضباط، حيث هناك من حرص على إقامة الصلوات والمداومة على العبادات والدعاء آملاً في التوفيق والنجاح، ثم استمر على ذلك، وهناك من وقع في صحبة سيئة، ودخل نفق التدخين وتعاطي المخدرات. ويروي ل"سبق" بعض الشباب شيئاً من المواقف التي شكلت شخصياتهم، وأصبحت السمة العامة لهم، حيث يقول الشاب "عبدالعزيز": كنت في الصف الثاني ثانوي، وكنا نخرج بعد أداء الامتحان ونشتري وجبة الإفطار ونذهب في مكان بعيد عن الأنظار، ونتناول الوجبة ثم يمارس بعضنا التدخين من باب العبث والإحساس بالفتوة، وكنت أنكر عليهم ذلك، وذات مرة ناولني أحدهم سيجارة وقمت بالتدخين من باب المجاملة، وتكرر معي المشهد نفسه، من الغد ثم الأسبوع الذي يليه، حتى وقعت في الفخ، ولم استطع بعدها الإقلاع!
الشاب الآخر "ع ، د" كشف أن فترة الامتحانات كادت تودي بحياته إلى الخطر والإدمان لولا فطنة والده في اللحظات الأخيرة، بعد أن كان يتعاطى "الإمفيتامين" من زملائه بدعوى مساعدته على المذاكرة وتقوية الذاكرة، على الرغم من أنه يعرف حجم الخطر والسهر والإرهاق، وشاهد والده علامات التعاطي على وجهه وعينيه بعد أسبوع من الممارسة، إلا أنه قام بالجلوس معه ومكاشفته ثم مناصحته ليعترف أخيراً، ويخبر بأسماء أصدقائه المتعاطين، ويتمكن من الإقلاع قبل الوقوع في الخطر، في حين استمر زملاؤه في التعاطي بعد انقضاء الامتحانات حتى وقعوا في فخ الإدمان وضياع المستقبل.
وفي مشهد مغاير يروي ل"سبق" أحد الشباب نعمة الاستقامة والالتزام، مشيراً إلى أنه مع انطلاقة امتحانات نهاية العام الدراسي في عام 1417 ه أحس بخطورة موقفه مع أسئلة الصف الثالث ثانوي التي تصدر من قِبل وزارة التربية آنذاك، ولم يكن حريصاً على أداء الصلوات في وقتها مع الجماعة على الرغم من مطالبات والديه بذلك كلما يرفع المؤذن النداء، ليتوجه إلى الصلاة والدعاء ويقبل على أداء الصلاة في المسجد جماعة، ووجد حينها الراحة النفسية، وحالفه التوفيق في الامتحانات، ليستمر بعد ذلك في الالتزام والانضباط الديني في الجوانب الأخرى حتى الآن.
من جانب آخر، يطالب تربويون أولياء الأمور بضرورة عمل رقابة لصيقة لأبنائهم وبناتهم أيام الامتحانات، لأنها فترة مفصلية من ناحية السلوك بسبب المظاهر التي تصاحبها، وهي الفترة الزمنية الطويلة بين خروج الطلاب من قاعات الامتحانات وبين عودة الآباء من أعمالهم في الثانية ظهراً، وكذلك وجود سيارات مع بعض المراهقين، ما قد يصنع حالة من التهور.