يؤكد الكاتب الصحفي تركي الدخيل أن العلوم والمعارف هي التي تصنع القوة وليست الآلة وحدها، وأن المعهد والجامعة هما اللذان يستشرفان آفاق المستقبل للناس، وهما من يقود توجهات الاقتصاد والتقنية، مطالباً بدور مماثل للجامعات السعودية، وذلك تعليقا على كتاب "من الأفكار إلى الابتكار- 101 هدية من المعهد إلى العالم"، عن "معهد ماساتشوستس للتقنية - MIT" الأمريكي. وفي مقاله " MIT " بصحيفة "عكاظ" يقول الدخيل: "قال بسمارك مرة: إن المعلم الألماني هو الذي مكن الألمان من احتلال باريس وليس الجيش".
ويعلق الدخيل قائلاً: "العلوم والمعارف هي التي تصنع القوة وليست الآلة وحدها، والمعهد والجامعة هما اللذان يستشرفان آفاق المستقبل للناس، وهما من يقود توجهات الاقتصاد والتقنية، ويشعلان جذوة الابتكار، ويحفزان على الإبداع.. أكتب هذه المقدمة بوحي من كتيب صغير جميل راقٍ ومعبر عن سجل إنجازات معهد ماساتشوستس للتقنية اسمه "من الأفكار إلى الابتكار 101 هدية من المعهد إلى العالم"، تلقيت الكتاب هدية من الصديق محمد عبداللطيف جميل، أحد السعوديين القلائل الذين تخرجوا من MIT".
ويقول الدخيل عن المعهد: "ابتكارات المعهد العريق أشبه ما تكون بهدايا للبشرية وقد تجاوز عددها المئات.. بدءا من جهاز الفاكس إلى الإنترنت، مرورا بالحمض النووي والتلفزيون الملون، ووصولا إلى تقنية الثلاثة أبعاد والتقنية الرقمية وتقنية النانو، وأشعة إكس إلى الرقائق الإلكترونية والواي فاي.. هل تريدون أكثر؟ إليكم أيضا البريد الإلكتروني خرج من هنا، وتقنية الجينوم، وحتى أمواس الحلاقة لاستعمال المرة الواحدة ظهر من معمل (إم آي تي)، وحتى أبحاث مرض السرطان الرائدة والجلد الصناعي خرج من معامل المعهد".
وينهي الكاتب قائلاً: "توقفت هنا ولا أزيد أكثر، فسجل المعهد الذي عمل به 78 حائزاً على نوبل ناصع، ومحركات البحث كفيلة بتزويد القارئ بمعلومات إضافية، أما ما تبقى من مساحة فأخصصها لدعوة المهتمين والمختصين أن ننظر لجامعاتنا كمراكز علمية تقود النهضة، وأن نعمل أكثر مما نقول ونكرر، ونركز على الإنتاج والإبداع والابتكار لا على التقليد".