كشفت الفتاة السعودية التي شاركت في برنامج "الحياة الحقيقية true life" الذي بثته احدى القنوات الامريكية عن تفاصيل مثيرة حول مشاركتها في البرنامج , الذي اثار موجة غضب عارمة في اوساط السعوديين , ودفع عدد من المواطنين لتقديم دعوى ضد الفتاة والشابين الذين ظهرا في البرنامج. وقالت الفتاة (فاطمة) بطلة قصة (الحياة الحقيقية) في البرنامج والتي كانت قد أعلنت من خلاله عن رغبتها في تغيير لون العباءة الأسود إلى ألوان أخرى مختلفة، مشيرة إلى أنها بدأت في مشروع خاص بهذا النوع من العباءات وأن هناك عددا كبيرا من الفتيات يقبلن على شرائها، وظهرت في الحلقة وهي تتجول في شوارع جدة بدون لبس الحجاب الشرعي مرتدية ملابس رجالية اثارت حفيظة عدد كبير من السيدات اللواتي انتقدنها والبرنامج واعتبروه اساءة للمرأة السعودية، وهدما لمرحلة البناء الفاعل الذي يسعى له عدد كبير من الناشطات. وبسؤالها عن حديثها في البرنامج وما جاء فيه من مغالطات مثل قولها بأن حرية الفتيات مقيدة وأنهن لا يستطعن لبس العباءة الملونة، أجابت بتحفظ شديد، مكتفية ب “إن هذا جاء من باب الآكشن للبرنامج". وردا على سؤال آخر عن مدى تخوفها من ردة فعل المجتمع وانتقاده لها، أو من رفع دعوى قضائية ضدها قالت: “لا لست خائفة، ولن يحدث شيء من هذا، وبالنسبة للمجتمع فهو بالطبع سينتقد". ولم تشأ فاطمة الخوض في مزيد من التفاصيل عن هذه الحلقة ومشاركتها فيها حيث طلبت إنهاء المكالمة متحججة بأن وقتها لا يسمح بالمزيد. الغرفة التجارية تتحمل المسؤولية ومن ضمن الشخصيات التي ظهرت في البرنامج الدكتورة نائلة العطار التي رفضت التعليق على ظهورها في الحلقة المرفوضة من المجتمع السعودي، مشيرة إلى أن الغرفة التجارية هي من يتحمل مسؤولية ظهورنا في هذه الحلقة، خاصة أن صورنا التى وظفت في البرنامج كانت ضمن اجتماع خاص بالغرفة التجارية وبعيدا عن كل ما تضمنه البرنامج، وأكدت أنها لم تكن تعلم عن نشر صور لسيدات سعوديات في برنامج كهذا. ونقلت صحيفة “المدينة" عن عدد من الفتيات والسيدات السعوديات استنكارهن ما فعله هؤلاء الشباب والفتاة، وما تضمنه البرنامج من إساءات للمجتمع السعودي من خلال استعانته بصور لعدد من السيدات كنماذج لما ذهب إليه القائمون عليه لاعطاء ايحاء بأن المجتمع بأكمله لديه هذه الرغبة في التغيير ومتفق مع هذه المطالب. لماذا الظهور في برامج فضائحية؟ تقول ولاء عبدالله وهي مبتعثة لدراسة الماجستير في الإدارة بأمريكا : عند مشاهدتي للبرنامج لم أصدق ما أسمع من كلام معظمه افتراء على مجتمعنا، ومن ذلك أن حرية المرأة مقيدة، ولا تستطيع أن ترتدي سوى الحجاب الأسود فقط، وان الفتاة لا تمارس الرياضة، فضلا عن ظهور أحد الشباب وهو يشعر بالحزن لعدم مقدرته على تكوين علاقات صداقة مع الفتيات. وتضيف: “لقد أزعجني هذا البرنامج لأنه أساء لنا، خاصة وانه عرض على قناة أجنبية"، وتتساءل: ما الذي أحوج هؤلاء إلى الظهور في مثل هذه البرامج “الفضائحية" - على حد تعبيرها - فالغرض منها واضح، ألم يشعر هؤلاء الشباب بالخزي ؟ الا يخشون غضب المجتمع ؟. لا أكاد أصدق ما رأيت بدورها تقول مرام الحربي طالبة الطب بجامعة الملك عبدالعزيز: لا أكاد أصدق ما رأيت من جرأة الفتاة والشباب وظهورهم على شاشة التلفاز للانتقاص من مجتمعهم وتمردهم على عاداتنا وتقاليدنا. تشويه لصورتنا وتطاول على تقاليدنا . وأوضحت الأخصائية سماح عبد الرحمن إن ذلك يعد تشويها لصورة المملكة والمجتمع السعودي المحافظ وتطاولا على عاداتنا وتقاليدنا، حيث استُغل هؤلاء الشباب وغرر بهم من قبل البعض فكانوا بمثابة دمى تم تحريكها لإظهار المجتمع السعودي بالصورة التي يريدها الأعداء من تخلف وقمع لحرية المرأة، فكان ولا بد من اخذ آراء المختصين وأهل المشورة في مثل هذا البرنامج، لا آراء مجموعة من الشباب صغار السن لعرض مطالبهم المنافية لتعاليم ديننا الإسلامي، ولذلك لابد من محاسبتهم محاسبة شديدة كي يصبحوا عبرة لغيرهم، وحتى لا يتجرأ أحد بعد ذلك على المساس بتعاليم ديننا الحنيف ومحاولة النخر في جسد مجتمعنا المسلم المحافظ. وأكد الدكتور مازن بخاري عضو هيئة التدريس بقسم الشريعة في جامعة الملك عبد العزيز أن ما فعله هؤلاء الشباب قد يعد سوء فهم لمعنى الحرية أو من باب الجهل بتعاليم الشريعة. وأضاف: أن ذلك يتضح من خلال المطالب التي نادوا بها، فعلى الإنسان أن ينظر لمطالبه التي تصدر عن هوى وكيفما اتفق، ولا بد من مسالك معينة يسلكها في ضوء الشريعة الإسلامية، فهذه المطالب لا بد أن تخضع للقواعد الشرعية كي تكون مقبولة، وفي حالة عدم خضوعها للكتاب والسنة تعد مخالفة شرعية. وفيما يختص بالحرية التي ينادون بها، فالإسلام أعطى الحرية للفرد وكفلها له ولكن وفق ضوابط شرعية لا تتنافى مع تعاليم الشرع، لهذا على المجتمع التصدي لمثل هذه المطالب المنافية لشريعتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وما قام به هؤلاء الشباب مخالف لتعاليم ديننا الإسلامي ومجتمعنا الإسلامي المحافظ. وانتقد د. مازن تحقير الفتاة للعباءة السوداء مشيرا إلى أن هذا يعد من باب ظلم الغير، فهناك العديد من الفتيات المحافظات على حجابهن الأسود، لكن ما فعلته الفتاه هنا هو “هل أتظلم فأظلم غيري" وهل هذا التظلم صحيح مع هويتنا الإسلامية فهي ظلمت غيرها بقولها هذا. ومجمل القول إن ما جاء به هؤلاء الشباب يتنافى مع هوية المسلم وأخلاقياته، أما العقوبة فهي ترجع للقضاء وله أن يقدرها بما يستحقون. ووصف خالد أبو راشد ظهور هؤلاء الشباب والفتاة في البرنامج بمثابة إقرارهم بارتكابهم للذنوب والمخالفات الشرعية، وهذا بحد ذاته أمر يستوجب معاقبتهم شرعا، فهم وقعوا في جريمتين وان لم يكن أكثر، فالجريمة الأولى إقرارهم بالمعاصي والثانية مطالبتهم بالفساد ومخالفة الشريعة الإسلامية، بينما الجريمة الثالثة تتمثل في ظهور بعض الشخصيات المعروفة في البرنامج وتصويرهم دون علمهم، وإذا تم التصوير حقا دون علمهم وإقحامهم في البرنامج دون اخذ موافقتهم، فإن ذلك يعد مخالفة اكبر وجريمة واضحة، لأن البرنامج أساء للمملكة وعادات وتقاليد المجتمع السعودي المحافظ. أما المهندس حسن الزهراني نائب رئيس المجلس البلدي الذي ظهر في الحلقة متحدثا بالغرفة التجارية أثناء اجتماع المجلس البلدي، استنكر ظهوره في البرنامج، مؤكدا عدم علمه بالتصوير، ومتسائلا: كيف تم التصوير دون علمنا ؟. وأضاف: علمت بما حدث عن طريق الصدفة بواسطة شخص اتصل بي مفيدا بأنني ظهرت في أحد البرامج الأجنبية، مما اثار استغرابي، ذلك أنه تم استغلال بعض المقاطع وتوظيفها لصالح البرنامج وأهواء القائمين عليه مما أساء لي ولجميع من ظهر في ذلك المقطع دون اخذ إذن بالتصوير. وبسؤاله عن رأيه في البرنامج، قال: إن هذا البرنامج أساء لمجتمعنا واظهر بعض الشباب بمظهر المستهترين. ونفى مصدر مسؤول بالغرفة التجارية الصناعية بجدة علمه بقيام البرنامج بالتصوير، وقال: إن جميع المقابلات المصورة داخل الغرفة تتم بعلمنا وبإذن من وزارة الإعلام. وقال الدكتور مازن بترجي عضو الغرفة التجارية بجدة والذي كان خارج المملكة، حيث أكد عدم معرفته بالبرنامج وما يحتويه، مستنكرا فكرته وما تضمنه من إساءات للمملكة والمجتمع السعودي.