رفع مجلس الشورى، أسمى عبارات التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بمناسبة مرور تسع سنوات على مبايعته، ملكاً للمملكة العربية السعودية. كما هنّأ المجلس، الشعب السعودي الكريم الذي يقف خلف قيادته في لحمة وطنية تتجسّد مظاهرها في مشاعر الولاء والمحبة التي يعبّر عنها المواطنون على اختلاف فئاتهم لقائد مسيرتهم في كل وقتٍ وحين.
وقال المجلس في بيانٍ له، خلال جلسته ال 33 التي عقدها اليوم الإثنين، تلاه الأمين العام للمجلس الدكتور محمد بن عبد الله آل عمرو: "إن من نعم الله تعالى أن قيّض الله لهذه البلاد المباركة قادة حملوا على عواتقهم مسؤولية خدمة هذا الوطن وشعبه، فتوالت الإنجازات التنموية منذ عهد المؤسِّس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيّب الله ثراه – مروراً بأبنائه البررة من بعده – يرحمهم الله تعالى أجمعين – وصولاً إلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- أيّده الله- الذي كان علامةً فارقةً في مسيرة الخير والبناء".
وأشار المجلس، إلى أن ما شهدته المملكة العربية السعودية خلال السنوات التسع الماضية وما حفلت به من إنجازات تنموية شاملة يؤكّد حنكة الملك عبد الله بن عبد العزيز الإدارية وحكمته السياسية ورؤيته السديدة، وقدرته الفائقة على استشراف المستقبل؛ فعمل على النهوض بهذه البلاد وشعبها, والارتقاء بها إلى مصاف الدول المتقدمة.
واعتبر المجلس، أن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولياً لولي العهد، كان دلالةً واضحةً على حرص خادم الحرمين الشريفين، على تحقيق أقصى درجات الأمن والاستقرار للمملكة وشعبها، مؤكداً بذلك ترسيخ مبدأ تداول السلطة بسلاسةٍ وحكمة.
ونوّه المجلس، إلى أن خادم الحرمين الشريفين، سابق الزمن لتحقيق تلك المنجزات الحضارية في وتيرةٍ متسارعة, وفي نسقٍ تنموي اتسم بالتوازن والشمولية والاستدامة على امتداد رقعة الوطن، لينعم بها جميع المواطنين في مختلف مناطق المملكة، وإنها لمنجزات يحتاج تحقيقها على أرض الواقع إلى عقودٍ من الزمن بمقياس تقدُّم الأمم وبناء حضاراتها.
وأضاف المجلس: إن خادم الحرمين الشريفين نهج – يحفظه الله – سياسة التحديث المتدرج للأنظمة, والإصلاح الإداري؛ فأعاد هيكلة بعض الأجهزة الحكومية, وأحدث أجهزة أخرى تتطلبها المرحلة الحالية, ومتغيراتها المتسارعة وأنشأ عدداً من الجامعات والهيئات العامة والمدن الاقتصادية والطبية التي تُعنى بمختلف جوانب حياة المواطن وتسهم في رفع مستوى معيشته ورفاهيته، كما عمل على تطوير مرافق القضاء والتعليم والصحة والنقل، وخصّص لها ميزانيات استثنائية ضخمة، وتوالى في عهده تطوير وتحديث الأنظمة القائمة وإصدار عددٍ كبيرٍ من الأنظمة الجديدة التي سيكون لها الأثر الكبير في تجويد وكفاءة أداء مؤسسات الدولة.
واستذكر مجلس الشورى، ما يحظى به الحرمان الشريفان من اهتمامٍ ورعايةٍ من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتجسّد ذلك في أضخم عمارة لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف على مر التاريخ, وتطوير ما يتصل بهما من مرافق بغية زيادة الطاقة الاستيعابية لهما من الحجاج والمعتمرين وتوفير المزيد من الراحة والتيسير عليهم في أداء مناسكهم.
وأكّد المجلس، أن الملك عبد الله بن عبد العزيز، تمكّن من حماية الوطن من الفتن المدلهمة التي تُحيط بالمملكة من كل جانب، مع المحافظة على دور المملكة الرائد في مناصرة الحق ومكافحة الإرهاب والتطرف الفكري والوقوف في وجوه الظلمة والطغاة.
وبارك المجلس، الجهود التي يبذلها الملك المفدى، على الصعيدين العربي والإسلامي، حيث حمل هموم أمته العربية والإسلامية وقضاياها ودافع عنها في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
ونوّه المجلس، بما تحقق للمملكة العربية السعودية من مكانةٍ رائدة بين الأمم المعاصرة بفضلٍ من الله، ثم بالسياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين التي نَهجها في تعامله مع مختلف القضايا العربية والإسلامية والدولية.
ولفت المجلس، إلى أن التاريخ المعاصر سجّل اسم الملك عبد الله بن عبد العزيز زعيم سلامٍ ووئامٍ، وذلك بمبادرته للحوار العالمي بين أتباع الأديان السماوية والثقافات المعاصرة, التي تمخض عنها تأسيس مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان السماوية والثقافات في العاصمة النمساوية, لتتحول مبادرته، إلى عمل مؤسسي, يسهم في نشر ثقافة الحوار والتسامح بين الشعوب بما يخدم الأمن والسلم الدوليين.
وختم مجلس الشورى، بيانه بالشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، على ما يحظى به المجلس من العناية والرعاية، ويؤكّد أن تطلعاتهم ودعمهم لأعمال المجلس يضعه أمام مسؤولية كبرى ومهمة وطنية جليلة، سائلاً الله - جلّ وعلا - أن يحفظ قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين، وأن يسبغ عليه دوام الصحة والعافية, وأن يديم على هذه البلاد وشعبها الأمن والاستقرار؛ والرخاء والازدهار؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.