دعا الرئيس الإيراني السابق، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، إيران والسعودية إلى ترتيب علاقاتهما، معتبراً أن ذلك سيدفع الدول الإسلامية ككل إلى تحسين الروابط بينها، وذلك خلال زيارة نادرة قام بها السفير السعودي في طهران، شدد خلالها المسؤول الإيراني على "فرح أعداء الإسلام" بقتال المسلمين. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن رفسنجاني إشارته إلى "مكانة إيران والسعودية في المنطقة" مؤكداً ضرورة "تعريف وتنظيم معيار لتعاون العالم الإسلامي في ضوء أن الخلافات تؤدي للمزيد من زعزعة الأمن الإقليمي وتضييع إمكانيات الدول الإسلامية."
وخلال استقباله السفير السعودي الجديد في طهران، عبدالرحمن بن غرمان الشهري، لفت رفسنجاني إلى "تاريخ وجغرافيا إيران والسعودية في المنطقة" وأضاف أنه "لو تناسق البلدان في قضايا المنطقة والعالم الاسلامي لما توفر لمثيري الفتنة بين المسلمين مجال لزرع الخلافات بين أتباع المذاهب الإسلامية."
وتطرق رفسنجاني إلى آخر زيارة قام بها إلى السعودية ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وطرحه مشروعاً لتأسيس لجنة من رجال الدين الشيعة والسنة، وقال: "لو أخذ ذلك المشروع بجدية في البلدين وأصبح العلماء المرجع لحل الخلافات لما أصبح بإمكان المتطرفين والمتعصبين أن يصولوا ويجولوا بأعمال القتل الانتحارية وإثارة التفرقة والنزاع بين الدول الإسلامية لمصلحة المستعمرين."
ورأى المسؤول الإيراني أن من وصفهم ب"أعداء الإسلام" يفرحون حينما يرون بعض المسلمين "يكفرون ويقتلون أحدهم الآخر بسبب معتقدات باطلة وجاهلية" مضيفاً أنه بحال تطوير العلاقات بين البلدين "ستتوفر مصالحهما وتتجه الدول الإسلامية الأخرى أيضا نحو تحسين العلاقات فيما بينها" معتبراً أن الخلافات" توسع دائرة زعزعة الأمن الإقليمي وتؤدي إلى تضييع إمكانيات الدول الإسلامية."
ونقلت الوكالة الإيرانية عن السفير السعودي من جانبه توجيه تحيات خادم الحرمين وولي العهد، مضيفاً أن لرفسنجاني "مكانة خاصة لدى المسؤولين والشعب السعودي، مجدداً الدعوة له للقيام بزيارة إلى بلاده"، مضيفاً أن زيارات رفسنجاني السابقة للمملكة ساهمت في "تطوير العلاقات بين البلدين وترسيخ الأمن والاستقرار في دول المنطقة"، مشيداً في الوقت نفسه بتوجهات الرئيس الحالي، حسن روحاني، قائلاً إنها "تركت نتائج إيجابية في السعودية والدول الإسلامية الأخرى."