تُشكّل الطاقة الكهربائية في المباني المدرسية بالمملكة نسبة كبيرة من حجم الاستهلاك المحليّ للكهرباء؛ سواء في أيام الدراسة أو العطلات الرسمية، وأصبح منظر الإنارة وأجهزة التكييف، ومراوح التهوية والشفط هي سمة المدارس في خارج اليوم الدراسي؛ بسبب ضعف المتابعة من قِبَل إدارات المدارس، واللا مبالاة التي يكون عليها الحراس (العمالة التي تسكن بداخلها). ومع دخول فصل الصيف بدأ يتسلل إلى السكان هاجس الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي؛ فيما تعزو شركة الكهرباء ذلك إلى زيادة الأحمال على محطاتها، وتعتبر إهمال المباني المدرسية في خارج اليوم الدراسي جزءاً من المشكلة؛ خصوصآ وقت الظهيرة.
ويرصد المعلمون وجيران المدارس بقاء أجهزة التكييف في وضع التشغيل لفترات طويلة دون إطفائها؛ مما يرفع طاقة الأحمال الكهربائية، وينتج عن ذلك الإهدار من جهة، والانقطاعات نتيجة الأحمال من جهة أخرى.
بالأرقام تستهلك أجهزة التكييف سنوياً 51% من إنتاج الطاقة الكهربائية في المملكة في المباني السكنية والحكومية، كما أن تكييف المباني مسؤول عن أكثر من (110.000) جيجاوات ساعة في العام، أي أكثر من نصف الاستخدام الكهربائي في المملكة؛ علماً بأن هذا المعدل يرتفع إلى 70% في ساعات الذروة، ووفق دراسة طويلة المدى؛ فإن القدرات الحالية للكهرباء في المملكة -التي تبلغ 54 ألف ميجاوات- سوف تزيد إلى أكثر من 121 ألف ميجاوات في عام 2032، في حال استمرار الاستهلاك بنفس هذه الوتيرة.
وفي نفس السياق، طالب عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور محمد بن مطر السهلي، في تصريح صحفي سابق، بضرورة تدخّل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة" للتصدي لعملية إهدار الكهرباء في المدارس خارج أوقات الدوام الرسمي؛ مشيرً إلى أن ترك الإنارة وبعض الأجهزة في وضع التشغيل داخل الفصول والقاعات الدراسية طيلة الإجازة مخالفة يحاسب عليها القانون، وتستوجب إنزال العقوبة على كل من يثبت تورطة فيها.
وذكر "السهلي" أن إهدار الطاقة الكهربائية في المدارس يضاعف أحمال التيار الكهربائي داخل الأحياء السكنية، ويحرم الأهالي من الاستفادة منها، ويتسبب في أعطال متكررة وحرائق.
وفي سياق متصل اتهم مسؤول في وزارة التربية والتعليم مديري المدارس في المراحل التعليمية الثلاث، بعدم الاكتراث ببقاء أجهزة التكييف والإنارة مشتغلة خارج الوقت الدراسي، كما أن معظمهم لا يحرص على متابعة الفصول الدراسية الخالية وإطفاء التيار للحدّ من الإهدار.
من جانبها، شددت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم، في تعميم صادر الشهر الماضي حاملاً توقيع المدير العام عبدالله الركيان، على أهمية ترشيد الكهرباء، وحسن استخدام الطاقة الكهربائية؛ وذلك بعدم الإسراف وترك الأجهزة ومصابيح الإضاءة والمكيفات مفتوحة بعد نهاية الدوام في جميع الإدارات والمكاتب والمدارس.
وأكدت أهمية الإسهام في المحافظة على الطاقة الكهربائية، والتذكير بأن الحصول عليها يكلف الدولة مبالغ كبيرة، وعدم الإهدار هو واجب على الجميع.