أكّد وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين أن استهلاك أجهزة التكييف من الكهرباء يمثل أكثر من 70 في المئة من الطاقة الكهربائية التي تستهلك في المباني خلال الصيف، ما سبب حدوث التفاوت الكبير بين أحمال الذروة خلال مدة قصيرة من الصيف مع بقية أشهر العام، إذ يتجاوز حمل الذروة في الصيف أكثر من 100 في المئة عن فصول الطقس المعتدل، ما يشكل تحدياً وأعباء تشغيلية ومالية على منظومة الكهرباء. وأشار خلال افتتاح المؤتمر السعودي للتدفئة والتهوية وتكييف الهواء 2013م أمس في مدينة الرياض، أنه من أجل تأمين الكهرباء لهذه المدة القصيرة تضطر الشركة السعودية للكهرباء إلى بناء محطات توليد تتجاوز قدرتها 5000 ميجاوات باستثمارات ضخمة يستفاد منها للوفاء بأحمال التكييف مدة لا تتجاوز 100 ساعة فقط في العام، خلال أوقات الذروة في فصل الصيف. وقال الحصين: «إن تلك المحطات تبقى غير مستغلة طوال العام، ما يجعل تكاليف إنتاج الكهرباء خلال الذروة من تلك المحطات باهظة، مقارنة مع تكاليف إنتاجها من المحطات التي تعمل على مدار العام، وينعكس ذلك بشدة على ارتفاع معدل تكاليف إنتاج الكهرباء»، لافتاً إلى أن نسبة لا يستهان بها من أجهزة التكييف في المملكة ذات كفاءة متدنية، ما يتسبب في إهدار كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية التي تنتج تكاليف عالية جداً، ما يدعونا للعمل بجدية وعزيمة لمعالجة وضع أجهزة التكييف، من خلال إيجاد تشريعات صارمة، واتخاذ إجراءات حازمة للحد من الهدر في استهلاك الكهرباء، خصوصاً في ما له علاقة بالتكييف. من جانبه، ذكر مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول رئيس اللجنة الفرعية للبرنامج الوطني لترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز أنه في قطاع المباني يقوم البرنامج بالعمل على رفع كفاءة استهلاك الطاقة في أنظمة التكييف، وأن دراسات سوق أجهزة التكييف المحلي تظهر أن مبيعات هذه الأجهزة في المملكة لعام 2011، بلغت أكثر من مليون جهاز تكييف شباك وأكثر من 600 ألف جهاز تكييف منفصل «سبيلت» ومكيف مركزي، أي بمعدل نمو نسبته 12 في المئة سنوياً، مشيراً إلى أنه تم رفع معامل الكفاءة لأجهزة التكييف المنفصلة «سبيلت» من المستوى الحالي 7.5 إلى 9.5 حتى نهاية عام 2014م، ما يوفّر تقريباً 20 في المئة من استهلاك جهاز التكييف للكهرباء، ثم يتم رفعه إلى 11.5 مع بداية العام 2015م، ليحقق وفراً يصل إلى أكثر من 35 في المئة عن المستوى الحالي. فيما أوضح وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة أن المملكة أعطت القطاع الخاص حق إجراءات الفحص للأجهزة من لجنة الاعتماد من جميع دول العالم، وأن عدد الإرساليات التي تم فحصها في عام 2012م بلغت 62 ألف إرسالية، رفض منها 10 آلاف إرسالية من أجهزة تكييف وتبريد وتهوية، لافتاً إلى أنه رفض منها 3926 إرسالية بعد اختبارات الأمان والجهد والكفاءة الكهربائية واستهلاك الكهرباء.