استضافت الملحقية الثقافية بألمانيا، بمقرها في العاصمة الألمانية برلين، أمسيةً ثقافية بعنوان "الحوار الثقافي السعودي– الألماني"، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ألمانيا، أ.د. أسامة بن عبدالمجيد شبكشي، وعدد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين في برلين، ونخبة من المثقفين والباحثين وأساتذة الجامعات الألمانيين. وتمّ تنظيم هذه الفعالية الثقافية، ضمن مشاركة المملكة في فعاليات معرض لايبزج الدولي للكتاب لعام 2014م، خلال الفترة من "13-16" من مارس 2014، بالتنسيق مع مركز برلين للدراسات الشرقية الحديث "ZMO"، والذي يُعتبر أبرز المراكز البحثية والعلمية بألمانيا، والمتخصصة في الدراسات التاريخية والإسلامية والاجتماعية والثقافية للشرق الأوسط وجنوب آسيا وشمال أفريقيا، وبمشاركة محاضرين ألمانيين من ذوي الاختصاص.
تناولت المحاضرة الأولى للمحاضر د. سعد بن عبدالرحمن البازعي، بعنوان: "صورة الآخر ودلالاته في الثقافة المعاصرة: تقليل الفجوة في فهم الآخر بين المفكرين العرب والغربيين"، صورة الآخر في الثقافتين العربية والغربية؛ من خلال سرد دراسات وأبحاث لأهم المفكرين العرب والدوليين، في هذا المجال، والتي تُؤكد على ضرورة الابتعاد عن الصور النمطية التي يمكن تكوينها من خلال الأحكام المسبقة الخاطئة، على بعض المجتمعات أو الثقافات، سواء العربية أو الغربية.
وألقت د. أولريكه فرايتاج، مدير معهد برلين للدراسات الشرقية الحديثة، المحاضرة باللغة الإنجليزية، أشادت خلالها ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي يَمنح لشريحة هامة من المجتمع السعودي فرصةَ التعايش والحوار مع كافة الثقافات العالمية، وأكّدت على أن العلاقة التبادلية المركبة بين الشرق والغرب تسمح بتوازن المصالح وتحقق التفاعل بين الحضارتين، بما يُوجب فعلاً النظر إلى الآخر بعيداً عن التمييز الثقافي والحضاري؛ لأنها مسؤولية مشتركة غربية وعربية في آن واحد.
وتطرقت المحاضرة الثانية، للدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، بعنوان: "دور مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية بالنهوض باللغة العربية لتكون لغة المعرفة"؛ إلى دور اللغة العربية في الحركة المعرفية والحضارية؛ حيث أشار إلى حركة اللغة العربية التي ترتكز بالأساس على كونها لغة القرآن الكريم، والتي وصل انتشارها على المدى الطويل إلى آسيا العربية وأفريقيا الشمالية، من خلال حركة الدعوة الإسلامية، إضافة إلى دور العرب عبر التاريخ كتجار في منطقة المحيط الهندي، علاوة على مكانتها في نشر المعرفة والعلوم الإنسانية.
وتناولت المحاضرة أيضاً دور مركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية وريادة المملكة العربية السعودية في فعاليات وبرامج الاحتفاء بالعربية في يومها العالمي، وخدمتها من خلال استثمار الإمكانات المتاحة في خدمة اللغة العربية، وإطلاق مشاريع نوعية خادمة للغة العربية، وتحفيز المؤسسات في القطاعين الحكومي والأهلي، الداخلي والعربي والدولي؛ لخدمة اللغة العربية ونشرها. وتمّ إلقاء المحاضرة باللغة العربية، وقام أبرز المترجمين الألمانيين، د. جونتر أورت، بترجمتها فورياً إلى اللغة الألمانية؛ ممّا لقي استحسانَ الجمهور الألماني واهتمامَهم.
وأعرب الملحق الثقافي السعودي في ألمانيا، د. عبدالرحمن الحميضي، عن سعادته بهذا النشاط الثقافي، معبراً عن شكره لوزير التعليم العالي، د. خالد بن محمد العنقري، على "دعمه للملحقيات الثقافية بالخارج لإقامة مثل هذه الملتقيات الثقافية؛ لما لها من دور كبير في نقل الصورة عن الحراك الثقافي السعودي الرفيع للمتلقي الألماني".
وعبر أغلب الحاضرين عن اهتمامهم ورغبتهم في تكثيف مثل هذه الندوات والأمسيات الثقافية، التي تمنحهم فرصة التعرف أكثر على الحضارة والثقافة السعودية الغنية والمتميزة.