كشف أحد مرضى "كورونا" المنوّمين داخل مستشفى الملك فهد بجدة, عن نيّته مقاضاة الطبيب الذي سمح له بالخروج إلى منزل والدته، الخميس الماضي, رغم وجود اشتباهٍ في إصابته بالفيروس, قبل أن تتأكّد إصابته فعلياً ذلك عقب ظهور نتائج فحوصه من المختبر أمس الأحد. المريض، الذي رفض ذكر اسمه، بسبب عمله في المستشفى، قال ل "سبق" هاتفياً: أعمل في أحد أقسام المستشفى, وشعرت منذ الأسبوع الماضي بشيءٍ من السعال والإسهال والدوخة واكتفيت بتناول المسكنات, لكن الحالة زادت بشكلٍ ملحوظٍ، الخميس الماضي عندما بدأت درجات الحرارة في الارتفاع واتجهت فورا إلى الطوارئ, وبعد الكشف عليّ من قِبل أحد الأطباء المناوبين أكّد أن هناك اشتباهاً في إصابتي بالفيروس, وأعطاني عديداً من الأدوية رافضاً تنويمي وطالباً مني المغادرة على وجه السرعة لمنزلي وكأنه خاف على المستشفى من إصابتي بالمرض, وهو ما يخالف كل الأعراف الدولية عن هذه المهنة.
وتابع المريض العشريني الأعزب: مع تسليمي بقرار الطبيب غادرت مسرعاً إلى منزل والدتي حيث أسكن, ومكثت لديها يومين متتاليين كنت خلالهما أتلقى الأدوية من يديها مباشرةً, وأخشى ما أخشاه أن أتسبّب في نقل العدوى لها بسبب تصرُّف خاطئ من طبيبٍ لم يتقن مهنته, وحينها لن أسامحه ولن أسامح نفسي ما حييت، خصوصاً أنها مُسِنّة وتعاني مرض السكري.
وأضاف: يوم أمس الأحد اتصلوا عليّ وأخبروني بأن فحوصي أكّدت إصابتي بالفيروس, وطلبوا سرعة مراجعتي للمستشفى, وهناك تمّ عزلي في إحدى الغرف في الوقت الذي توجّهت الفرق الوقائية لإجراء الفحوص على والدتي وأقاربي الذين التقيتهم خلال اليومين الماضيين, ومازالت النتائج في المختبر لم تظهر حتى الآن.
ووصف مريض الكورونا ما يحدث من إجراءاتٍ طبية داخل المستشفيات، قائلاً: الكوادر الطبية تجتهد وتعمل فوق طاقتها ولكنهم يحتاجون إلى دعم أكبر من الوزارة, ولكن أعتب على الفريق التمريضي بسبب قلة اهتمامهم, فمنذ أن دخلت في غرفة العزل لاحظت تهرُّب الممرضات من الدخول عليّ في الغرفة خوفاً من المرض، بل إنهن أحياناً يمضين 5 ساعات قبل أن يعدن إليّ مرة أخرى رغم حرارتي المرتفعة وحالتي التي تحتاج إلى متابعة مستمرة على مدار الساعة.