قالت صحيفة "الفايننشيال تايمز" إن الانتقادات التي وجهها الأمير تركي الفيصل، لسياسة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، تعكس إحباطاً متزايداً بين السعوديين نحو الرئيس أوباما الذي يعتبر على نطاق واسع غامراً نفسه في السياسات الداخلية للولايات المتحدة وفاشلاً في إحراز تقدم ملموس في عملية السلام، في حين واصلت إسرائيل بناء المستوطنات. وقالت الصحيفة على الرغم من أن الأمير تركي لا يتقلد أي منصب رسمي في البلاد، إلا أن تصريحاته مؤثرة بشكل كبير. وكان الأمير تركي الفيصل الذي تقلد منصب السفير السعودي في كل من الولاياتالمتحدة ولندن من قبل، قد قال السبت الماضي أمام عدد من الدبلوماسيين ورجال الأعمال والصحفيين إنه حان الوقت أن تحقق الولاياتالمتحدة وعودها وتقدم المزيد بدلاً من التفاهات والأمنيات الطيبة والرؤى. وأضاف الأمير تركي "إذا كان باراك أوباما غير قادر على التوصل إلى اتفاق سلام، فعليه أن يقوم ببادرة أخلاقية ويعترف بالدولة الفلسطينية التي يرغب بحماس في وجودها". وتقول "الفايننشيال تايمز": إن الولاياتالمتحدة توسطت في محادثات سلام غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين بدأت في وقت سابق من هذا الشهر لإحياء عملية السلام التي توقفت منذ 17 شهرا. لكن الدول العربية، بما فيها حلفاء واشنطن التقليديين مثل مصر والسعودية والأردن، لا يثقون كثيرا بهذه المفاوضات، معتبرين أن إسرائيل تماطل لإضاعة الوقت وأنها غير جادة لتحقيق السلام. كما يقول العديد من المسؤولين العرب إن عملية السلام لن تتحرك إلى الأمام إلا إذا قدمت واشنطن خطتها الخاصة. ويعد الأمير تركي من أشد منتقدي إدارة أوباما، وقد وصف نقاش أوباما في سبتمبر الماضي حول استقلال الطاقة ب "الغوغائية غير الواقعية". وفي مقال نشرته الفايننشيال تايمز، قال الأمير تركي "إذا أرادت الولاياتالمتحدة الاستمرار في علاقاتها الإستراتيجية مع السعودية، أكبر منتج للبترول، فلا بد للولايات المتحدة أن تعيد النظر في سياستها في عملية السلام بين العرب وإسرائيل. وخلال انتقاداته للسياسة الأمريكية، اتهم الأمير تركي مسؤولين غربيين، وخصوصاً هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، بتقويض الجهود الرامية لإزالة الأسلحة النووية من المنطقة، نظراً لازدواجية المعايير المطبقة ضد البرنامج النووي الإيراني المزعوم. وانتقد كلينتون لبثها رسائل متباينة غير مقبولة إلى المنطقة.