شَنَّعَ إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، بمستوى المجاهرة في الانحراف الخلقي، الذي أصبحت تتبناها اليوم منظمات وقوانين لتضفي الشرعية والإباحية على ما حرمه الله من "اللواط والسحاق". وقال: "لقد ابتلي أهل هذا العصر بانحراف مقيت، وهو انتشار الجنس الثالث، والمثليين"؛ مشيراً إلى أن "شقاء البشرية وتعاستها، وفساد المجتمعات وتفككها، في ذهاب الغيرة".
وقال: "الغيرة أسمى سمات الرجل الحر الكريم والمرأة الحرة الكريمة؛ فضلاً عن المسلم الصالح الغيور، وأين الغيور من الديّوث؟!".
وأضاف: "حينما يكون المجتمع صارماً في نظام أخلاقه وضوابط سلوكه، غيوراً على كرامته وكرامة أمته، مُؤثراً رضا الله على نوازع شهواته؛ حينئذ تستقيم في طريق الصلاح مساراته، في صيانة العرض يتجلى صفاء الدين وجمال الإنسانية، ومن حُرِم الغيرة حُرِم طهر الحياة، لقد ابتلي أهل هذا العصر بانحراف مقيت، وهو انتشار اللواط والسحاق والجنس الثالث والمثليين، يريدون تجريد الإنسان من إنسانيته، ومن أعلى خصائصه التي أكرمه الله بها".
وقال: "إن مما يُخيف ويُرعب مستوى المجاهرة في هذا الانحراف الذي أصبحت تتبناها منظمات وقوانين لتضفي الشرعية والإباحة على ما حرمه الله، وحرّمته جميع الديانات، وأبته الفِطَر السليمة والنفوس السوية، إنه في خروج صارخ على تعاليم الشرع المطهر".
وأكد فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام بمكة المكرمة أن "اللواط يُخرِج الإنسان عن طبعه، ويجلب الهم والغم والنفرة من الفاعل والمفعول به، قال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من عَمِلَ عَمَل قوم لوط" قالها ثلاثاً. واللواط يذهب بالحياء ويفسد حال الفاعل والمفعول فساداً لا يكاد يُرجى بعده صلاح؛ إلا أن يشاء الله بالتوبة النصوح، كما قال ابن القيم".
ولفت إلى أن "معدلات انتشارمرض الإيدز -وفقاً للإحصاءات العالمية- في المخنثين من الرجال والمسترجلات من النساء تزيد ب20 مرة على غيرهم، كما تظهر أوبئة جديدة فيهم، كما تتراوح نسبة الإصابة فيما بينهم إلى 68%".
وعدّد الشيخ "ابن حميد" الأمراض التي يُبتلى بها هؤلاء، والتي تتثمل في: التهاب الوباء الكبدي، ومتلازمة أمعاء الشواذ، والحمى المضخمة للخلايا، وأمراض عصبية، واضطرابات نفسية، وقلق واكتئاب وشعور بالنقص، قد يقود إلى القتل أو الانتحار والعياذ بالله.
واستنكر الشيخ "الحميد" موقف المنظمات الدولية المؤتمنة على الصحة في العالم؛ لكونها لم توصِ بمنع هذه الجرائم؛ وإنما اشتغلت بإيجاد ما أسمته الطرق الآمنة التي تؤمّن احتياجات هؤلاء الشواذ.
وتساءل فضيلته: "أي انتكاسة أعظم ممن يدّعي المحافظة على حقوق الإنسان وهو يُحَوّله إلى بهيمة؟!".
واستعرض فضيلته أسباب الوقوع في هذه الفواحش، والتي تتمثل في: الإعراض عن الله، والفراغ، ووسائل الإعلام المنحرفة، والتهتك والتبرج والسفور، وإطلاق البصر، وسوء استخدام أدوات التواصل الاجتماعي.
وقال "ابن حميد": "من ضَعُفت غيرته على دينه ضعُفت غيرته على محارمه"، وأضاف: "انتشار الفواحش من أكبر أسباب زوال النعم وحلول النقم؛ لأنها توجب سخط الله ومقته".
وأجمَل إمام وخطيب المسجد الحرام أسباب الوقاية من هذه الفواحش ب"الإخلاص لله واللجوء إليه، وغض البصر، وحفظ الفرج، والبُعد عن مواطن الفاحشة، والاشتغال بما ينفع، والاجتهاد في أنواع الطاعات والعبادات كالصلاة والذكر والدعاء، والحرص التام على تماسك الأسرة، وبذل المزيد من الرعاية بالأبناء، وحسن تربيتهم".