في الوقت الذي اكتظ مكتبا الحجز في جازان وفرسان بآلاف المسافرين، والذين أبدى معظمهم تذمرهم من جراء المكوث الطويل للبحث عن موعد لعمل الحجوزات، خاصة حجز السيارات نتيجة قلة الرحلات، حيث يتم تسيير رحلتين إلى ثلاثة بين جازان وفرسان ذهاباً وإياباً، إضافة إلى قلة عدد العاملين في المكتبين، كما شهدت الوحدات السكنية داخل الجزيرة إقبالاً هائلاً ونسبة إشغال كبيرة، مما جعل الكثير من السياح من عائلات وعزاب تتجه صوب السواحل الفرسانية؛ لنصب خيامهم من جهة، والاستمتاع بشواطئ الجزيرة العذرية لصيد الأسماك والسباحة والغوص. وتكدّس أهالي الجزيرة والزوار أمام بوابات الميناء، محمّلين ببعض المواد الغذائية والمستلزمات، آملين في الحصول على رحلات إضافية لجزيرتهم، في ظل الأجواء المتقلبة التي تشهدها جازان هذه الفترة، هذا وقد أوقفت الجهات المختصة في محافظة فرسان خلال الأيام الماضية رحلات العبَّارة القادمة إلى مدينة جازان؛ وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية وزيادة سرعة الرياح، التي شهدتها المنطقة.
وتُعتبر العبَّارات الشريان الرئيس الذي يربط جزيرة فرسان بمنطقة جازان، والتي نقلت جزر فرسان تنموياً واقتصادياً، وفتحت الجزر على مصراعيها بعد أن كانت في عزلة، وتعاقب على الخط الملاحي لفرسان أكثر من ثمان عبَّارات منذ ثلاثين عاماً تراوحت واتسعت حمولتها إلى أكثر من 60 سيارة و600 راكب. وكان آخرها العبارتين اللتين أمر بهما خادم الحرمين الشريفين، وتسير بأربع رحلات يومياً ذهاباً وإياباً، وتقوم هذه العبَّارات بنقل المواطنين والمواد الغذائية، كما أسهمت في تنشيط الحراك السياحي ودعم مهرجان الحريد السنوي المزمع انطلاقه منتصف الشهر القادم.
وتُعتبر جزيرة فرسان منطقة سياحية بامتياز؛ لما تحظى به من طبيعة خلابة ومسطحات من الأحجار الجيرية الشعابية التي لا ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 20 متراً في المتوسط، ووُلدت جزيرة فرسان نتيجة لوجود كتل هائلة من الملح المايوسيني المندفع إلى أعلى، مكوناً قباباً ملحية صخرية قامت برفع ما عليها من الترسبات الكلسية التابعة للزمن الثالث.