كشفت صحيفة "الديلي تلجراف" أن التحقيقات الجارية في ملف حصول قطر على حق استضافة كأس العالم 2022، أظهرت تلقي جاك وارنر، النائب السابق لرئيس فيفا وعائلته، ملايين الدولارات من شركة قطرية بعد فترة وجيزة من فوز قطر بحق التنظيم. وحسب صحيفة "اليوم السابع" المصرية، أوضحت الصحيفة البريطانية، في تقرير، الثلاثاء، أن وارنر وعائلته تلقوا ما يقرب من مليوني دولار من شركة، يسيطر عليها المسؤول القطري السابق بالفيفا، محمد بن همام، كانت مسؤولة عن مساعي قطر، للفوز بحق استضافة كأس العالم 2022.
وأضافت أنه وفقاً لوثائق اطلعت عليها الصحيفة، فإن المدفوعات تمثلت في 750 ألف دولار، لنجلي وارنر، ثم 400 ألف أخرى، تسلمها أحد موظفيه. وتشير إلى أن النائب السابق لرئيس الفيفا، تلقى شخصياً 1.2 مليون دولار، ذلك عقب قرار فوز قطر بتنظيم البطولة.
ومن المفهوم أن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، يحقق حالياً مع وارنر ونجله الأصغر، الذي يعيش في ميامي، بشأن حقيقة صلته بفوز قطر بتنظيم البطولة.
وكان فوز قطر بحق تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، قد أثار الجدل الأكبر في التاريخ الرياضي، لاسيما بالنظر إلى حرارة الصيف الشديدة في هذا البلد الصحراوي، والحديث عن تغيير موعد إقامة البطولة ليكون في فصل الشتاء بدلاً من الصيف، لأول مرة في تاريخها.
وتكشف الصحيفة عن مذكرة من إحدى شركات وارنر لشركة "كيميكو" مملوكة لابن همام، عضو اللجنة التنفيذية السابق، تطلب 1.2 مليون دولار، مدفوعات عن عمل جرى تنفيذه في الفترة من 2005 حتى 2010. الوثيقة التي تحمل تاريخ 15 ديسمبر 2010، أي بعد أسبوعين فقط من فوز قطر بحق استضافة البطولة، تنص على أن الأموال يجب أن تدفع لجاك وارنر.
وتضيف الصحيفة أن نجلي وارنر وأحد موظفيه تلقوا من الشركة القطرية نفسها، مليون دولار أمريكي، فإحدى رسائل البريد الإلكتروني المرسلة من أحد موظفيه، تظهر أن الموظف تلقى شخصياً 412 ألف دولار، من الشركة القطرية، وأن "داريل" نجل وارنر، تلقى 432 ألف دولار. فيما حصل نجله الثاني "داريان" على 316 ألف دولار من شركة تدعى "وي باي هاوسس".
وتنص إحدى الوثائق على أن المدفوعات بدل عن النفقات القانونية وغيرها، لكن خطاباً منفصلاً يزعم أن أكثر من مليون دولار تم دفعها بدلاً عن خدمات مهنية مقدمة خلال الفترة من 2005 حتى 2010.
ورفض أحد البنوك في جزر كايمان، في البداية، المدفوعات وسط مخاوف بشأن مشروعية تحويل الأموال. وقد نقلت الأموال في نهاية المطاف، عن طريق أحد البنوك في نيويورك، وهي المعاملة التي لفتت انتباه مكتب التحقيقات الفيدرالي.
ويجري مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقاً في المدفوعات الخاصة بوارنر، حيث سيتم التركيز على حساباته المصرفية في أمريكا وجراند كايمان. ويحقق مايكل جارسيا، كبير المحققين في لجنة الأخلاق بالفيفا، في المخالفات المحيطة بعملية تقديم العطاءات. ومن المتوقع أن يقدم تقريره للجنة في وقت لاحق من هذا العام.
وكان وارنر أحد الأعضاء الأكثر خبرة في اللجنة التنفيذية للفيفا حتى تنحيه عام 2011، بعد أن شغل منصب نائب رئيس الاتحاد طيلة 14 عاماً. وهو واحد من 22 شخصاً قرروا منح روسيا حق استضافة بطولة كأس العالم 2018، وقطر 2022.
وعلى الرغم من نفي قطر مراراً ارتكاب مخالفات أثناء تقديم العطاءات، لكن الكثير من الشبهات دارت حول القرار، وقد واجه العديد من أعضاء لجنة الفيفا مزاعم بالفساد، في هذا الصدد.