تتجه الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة إلى حصر شركات التغذية المصنفة وإعداد قاعدة بيانات خاصة بها، وذلك في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تأهيل الراغبين من بعثات الحج للوصول إليها بكل يسر وسهولة لتوفير احتياجات حجاج بلدانهم من المواد الغذائية خلال موسم الحج المقبل. وقال مسؤول في مجلس إدارة الغرفة: "المبادرة جاءت عن طريق لجنة الإعاشة، حديثة النشأة، وهي ترمي إلى تمكين السوق من تجنب الوقوع في أزمة أمام طلبات بعثات الحج الراغبة في تأمين الإعاشة لحجاج بلدانهم، خاصة أن أمانة العاصمة المقدسة أغلقت نحو 117 محلاً ومطعماً الأسبوع الماضي، بعضها من المطاعم الشهيرة، في سياق جهودها المبذولة تجاه الإصحاح البيئي".
وعقد عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة، سعد بن جميل القرشي، مؤتمراً صحافياً عقب اجتماعه مع قنصل شؤون الحج ومستشار بعثة الحج الرسمية بالجمهورية البنجلادشية الشعبية، محمد أسد الزمان، وكشف أن القنصل طلب من الغرفة تزويده بقائمة بأسماء الشركات المرخص لها والمصنفة في مجال التغذية، لتوفير احتياجات نحو 101 ألف حاج من المتوقع قدومهم في موسم حج العام الجاري.
وقال جميل القرشي: "التقينا أخيراً قنصل جمهورية بنجلاديش لشئون الحج، وطلب منا تزويدهم بقائمة بأسماء الشركات المختصة في مجال التغذية، ونحن ننتظر منهم تسليم قوائم الأطعمة التي يحتاجون إليها في موعد لا يتجاوز الأسبوع المقبل".
وكشف أن غرفة مكة ستبدأ اليوم في العمل على إنشاء قاعدة بيانات تضم تحت مظلتها جميع أسماء شركات الإعاشة المصنفة والمرخص لها بالعمل، مشيراً إلى أن عددها يصل في الوقت الحالي يصل إلى نحو 143 شركة إعاشة، يبلغ رأسمالها أكثر من 200 مليون ريال.
وأضاف: "المشروع الذي سيستغرق تنفيذه 45 يوماً، سيساعد على حصر الشركات النظامية فقط، وسيقوم باستبعاد الشركات غير المصنفة من صحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة، وسنعمل على إلزام الشركات الراغبة في تقديم الخدمات لبعثات الحج، بالحصول على التصاديق اللازمة من الغرفة".
وأردف: "نحن لا نلزم بعثات الحج بالتواصل معنا للحصول على خدمات الإعاشة، ولكننا نضع أنفسنا في الغرفة بمثابة خيار إستراتيجي أمامهم للحصول على خدمات عالية الجودة ومضمونة من حيث الخدمة والجودة والنوعية، ونحن نعمل على تقديم هذه الخدمة مجاناً ولا نحصل مقابلها على أي أجور من البعثات".
وتابع: "هذا الدور الذي نقوم به يأتي من باب المسؤولية الملقاة على عاتق الغرفة تجاه ضيوف الرحمن أولاً، وبهدف إنصاف الشركات المرخصة في مواجهة تلك الشركات التي تعمل بشكل غير نظامي كامل".
وقال "القرشي": "شركات الإعاشة التي ستوفر التغذية المناسبة للحجاج منذ وصولهم إلى الأراضي السعودية وفي جميع مواقع تواجدهم، تقع معظم فروعها الرئيسة بين مكةالمكرمةوجدة، وهذه الشركات ستتمكن من إبرام عقودها في الفترة الواقعة بين مطلع شهر رمضان المقبل وحتى منتصف شوال".
وأضاف: "قائمة التغذية للحاج الواحد طوال فترة تواجده على الأراضي السعودية، منذ لحظة وصوله وحتى مغادرته لأرض الوطن، تبلغ قيمتها ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف ريال، وفقاً لنوع الوجبات التي تشتمل عليها القائمة الغذائية وعدد الأيام التي يقضيها الحاج في السعودية".
وأردف "القرشي": "تغذية الحاج في اليوم الواحد تقدر تكلفتها بما بين 50 إلى مائة ريال تقريباً، وذلك للحجاج من الفئات العادية للحج، وهناك نحو 1500 حاج من بين الحجاج البنجلادشيين سيفدون عبر برامج "VIP"، وستصل قيمة وجباتهم الغذائية يومياً لما بين 250 إلى 300 ريال".
وحول وضع الشركات الخاصة بالإعاشة ومدى نظامية تواجدها في السوق، قال "القرشي": "سنعمل على إنشاء قاعدة البيانات مع وزارة الحج ومع صحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة، للتأكد من وضع أي شركة ترغب في الدخول ضمن مشروع قاعدة البيانات، وهذا ما سيمكننا من إضافة الشركات النظامية، واستبعاد تلك التي تعمل بشكل غير نظامي".
ولم يستبعد عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة أن يشهد العام الجاري عمليات دمج بين بعض الشركات، خاصة بعد أن تعثرت بعضها في العام الماضي من الحصول على التأشيرات الموسمية، وقال: "عمليات الدمج ستساعد الشركات على التوافق مع الاشتراطات المؤهلة للعمل والحصول على عدد العمال الكافي لتقديم الخدمات المتميزة لضيوف الرحمن".