أصدر الأمير خالد الفيصل كتابه الذي يحمل عنوان "من الكعبة وإليها.. بناء الانسان وتنمية المكان"، الذي كان قد أعلن عنه قبل سبعة أشهر، أثناء افتتاح المؤتمرالعام 13 للعواصم والمدن الإسلامية في شهر شوال عام 1434. وقد شبّه الأمير خالد الفيصل الخارطة الجديدة لمنطقة مكةالمكرمة, بمجموعة شمسية تكون مكة شمسها وجدة والطائف قمريها، وحولهم كواكب تمثل محافظات المنطقة.
وركز الإصدار على ما حظيت به منطقة مكةالمكرمة، كسائر مناطق المملكة، من دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده، بشكل انعكس جلياً على عجلة التنمية والتقدم.
وسعى الأمير خالد الفيصل إلى توثيق تجربة "بناء الإنسان وتنمية المكان" التي لم تكن نتاج جهد رجل واحد بل كانت نتاج جهد جماعي شاركت فيه إمارة المنطقة والأجهزة الحكومية والأهلية بهدف ترجمة دعم القيادة للمشروعات التي تحقق آمال قاطني المنطقة.
وفي كتاب "من الكعبة وإليها.. بناء الإنسان وتنمية المكان"، كشفت الصفحات ال 300 مدى النقلة النوعية في التنمية في منطقة مكةالمكرمة وإنسانها، حيث تطرق الأمير خالد الفيصل إلى طفرة المشروعات والعمل بروح الفريق الواحد وتكاتف الجهود من أجل الارتقاء بالإنسان وتنمية المكان.
ورفض الأمير خالد الفيصل أن ينسب ما تحقق في هذا الإصدار لنفسه أو لنجاحه الإداري المرتبط بأنه كان أميراً لعسير لثلاثة عقود، وإنما أصرّ على أن يثمن لشركاء النجاح جهودهم ومساندتهم.
وفتح الأمير خالد الفيصل كتابه بالمرسوم الملكي الصادر نهاية ربيع الآخر من العام 1428ه والقاضي بتعيينه أميراً لمنطقة مكةالمكرمة تلاها أول تصريح إعلامي أطلقه فور صدور القرار وقال فيه: "إنها أغلى ثقة.. من أكبر رجل.. في أقدس بقعة".
وفي عبارات الإهداء، أجزى الفيصل شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثم انطلق يحكي قصة الرحيل عن أبها، حتى وصوله إلى ليل العروس البهي، مؤكداًً أن "من الكعبة وإليها.. بناء الإنسان وتنمية المكان" ليس سيرة ذاتية أو تقرير مرحلة بل تجربة شكلها الإنسان والإدارة والتنمية التي كانت قدراً له وكان لا بد عليه من الإيمان به.
وكان وداع خالد الفيصل لأبها مختلفاً، فقد كان يرمق التنمية التي شهدتها إمارة منطقة عسيرومحافظاتها براً وجواً، فبينما كان يتجه لمطار أبها تلبية لنداء القيادة للعمل في موقع جديد، كان يلمح مشروعات توصف بأنها الأولى من نوعها، وما إن صعد الطائرة وأطلّ من النافذة حتى بدأت صورة النماء تكبر والمشروعات التي شهدتها المنطقة تتضح جلية أمام ناظريه، واستمر التأمل حتى حالت الغيمات بين أبها وبين أميرها، ثم بدأ يستذكر وقفات الرجال ممن ساهموا معه في الرقي بالمنطقة وتقديم الخدمات لأهلها في السهل والجبل.
وحطت رحال "الفيصل" على أرض جدة فكان الاستقبال حافلاً والحشد مهولاً، والتحديات أيضاً حاضرة، وكان التصميم قوياً على أن تكون جدة الأجمل وأن تكون مكة في العالم الأول، وأن يكون لمحافظات المنطقة نصيبها الأوفر من التنمية، فبدأ أول مهام عمله متخذا من وسائل الإعلام نافذة له للوقوف عن كثب على مطالب المنطقة وإنسانها وبدأ العمل.
وقبل أن يبحر الأمير خالد الفيصل في سرد تفاصيل تجربة الأعوام السبعة؛ عرج على مراحل تأسيس الدولة السعودية ونظام الحكم فيها والمستند على البيعة والشورى، مروراً بحقبة لم الشتات تحت راية التوحيد ودستورية القرآن وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم التحول من حياة بدائية تعتمد على التنقل إلى حضارة مدنية ملتزمة بثوابت الدين والقيم الإسلامية والعربية النبيلة والتي أكد أنها لم ولن تكن يوماً تشكل عائقاً أمام التنمية والنماء.
وفي السياق نفسه، تطرق "الفيصل" إلى أبرز الملامح التي تمكّن من المحافظة على النجاح الذي يشهده الوطن، إضافة لأهم المقومات التي تسهم في تأصيل اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن والتي لا سبيل لاستمرارها دون التمسك بالعقيدة الإسلامية والمنهج الإسلامي الحنيف، مستعرضاً الحرب الشرسة التي تتعرض لها المملكة إعلاميا من جهة والحملات الأخرى التي استهدفت الوطن والمواطن والتي يأتي في مقدمتها الأعمال التخريبية التي هب الجميع لإيقافها بفضل من الله أولاً ثم بالمواقف العظيمة للأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله, مع الأخذ في الاعتبار تعاضد أبناء الوطن مما أجهض كل المحاولات التي كانت ترمي لتفكيك الكيان العظيم.
وفي الصفحات الأولى للكتاب؛ استعرض الأمير خالد الفيصل نظام الإمارة والمناطق بنوع من الإيجاز كمقدمة تسبق الشروع في سرد حكاية المشروع الذي أمضى في صناعته مع زملائه أعواماً سبعة، وفي هذا الجزء أكد أن أمير المنطقة مقصد الجميع لحل المشكلات وتذليل العقبات وقضاء الحاجات، لذا كانت أولى خطواته في أول اجتماع له بمنسوبي إمارة منطقة مكة "الحل ولا غير الحل"، فالمشكلات والعقبات لا بد أن "تحل لا أن تحال" حفاظاً على الوقت وتحقيقا لأماني المواطن، مع الأخذ في الاعتبار أن التغيير لا بد أن يكون لأجل التطوير وأن النجاح الحقيقي الإنجاز بالإمكانات المتاحة.
وفي بداية الخمسينية الأولى لصفحات الكتاب أعطى الأمير خالد الفيصل لمحة عن المحطات التي مر بها في مجال الإدارة بدءاّ من رعاية الشباب والعمل الدؤوب والجماعي لبناء مستقبل الأجيال في رحلة تحدٍ مع الإمكانات المحدودة حينها، مروراً بفكرة إنشاء دورة الخليج التي بلغت اليوم من العمر ثلاثة وعشرين ربيعا، وفي عسير كانت المحطة الأهم مشروع السياحة الداخلية والذي يعتبر الأول من نوعه في المملكة بل إنه نواه السياحة الوطنية النقية، ثم منطقة مكةالمكرمة التي كانت مختلفة بكل المقاييس ما جعل السجال بين الفيصل والفكر طويلاً.
وبعد سيل من التساؤلات المحيرة الرامية لتحقيق طموحات وتطلعات المواطن بدأت أولى خيوط النور تتضح جلياًبل كانت أولى الخطوات على طريق العمل والتي ارتكزت على أن مكة موقع القلب والجسد لكل مواطن سعودي بداية من الهرم وصولاً إلى المواطن مروراً بالجهات الحكومية والأهلية، إضافة إلى كونها قبلة المسلمين ومحط الأنظار ومهوى الأفئدة، وأنها المرآة التي يرى العالم من خلالها مواطن هذه البقعة ويقيم عمله، فكان القرار العمل بكل الطاقات لتكون في بهاء الصورة ورونق المشهد.
وبعبارة "على الله الجهد، وعلى الله الاتكال"، كانت الانطلاقة من الكعبة وكأن المؤلف هنا يرمق في السماء حدثاً فلكياً جديداً لمجرة شمسها مكةالمكرمة، وجدة والطائف قمريها بينما المحافظات مجرات تدور في فلك هذا الحدث، والتي ستسير جميعها سالمة غانمة بإذن ربها.
وانطلق "الفيصل"، مستعيناً بالله، ثم بدعم القيادة التي سخرت كل المقومات المادية والمعنوية للتنمية البقعة الأطهر، ولخدمة ضيوف بيت الله الحرام وقاصديه، فأعاد هيكلة الإمارة إلى ستة قطاعات شملت التنمية والحقوق والأمن والشؤون الإدارية والمالية والحج والعمرة، وقطاع الاستشاري إضافة لاستحداث وكالة مساعدة للتنمية وإنشاء إدارات عامة للتخطيط والتنسيق الأمني، كما تم تشكيل فريق عمل لاستيفاء مهام العمل خصوصا في المواقع القيادية والتي تم تدعيمها بكفاءات مهنية عالية ودماء شابة طامحة للعمل، فضلا عن تقديم دورات تدريبية لتأهيل العاملين والذين تجاوز عددهم 2500 موظف من داخل الإمارة وخارجها بهدف خلق بيئة عاملة لا تعترف بشيء سوى النجاح.
ولم يقف الأمر عند حدود التخطيط بل تجاوز إلى جولات سنوية شملت محافظات المنطقة لم يتغيب فيها أمير منطقة مكةالمكرمة آن ذاك عاماً واحداً عن عادته والتي لم تكن ترفاً إدارياً أو دعاية لتجميل الصورة في وسائل الإعلام بل كانت للوقوف عن كثب على احتياجات المواطنين وتحقيق تنمية متوازنة يعود نفعها لإنسان منطقة مكةالمكرمة وقد آتت تلك الزيارات بفضل الله ثم بدعم القيادة وعمل أجهزة الإمارة ثمارها التي لمسها المواطن في تلك المحافظات، وحين يتم التطرق لهذا الجانب فإن الجميع يتذكر توجيهاً صدر مموها بتوقيع سموه يمنع الاحتفالات والولائم أثناء الجولات.
واستعرض الكتاب بادرة إمارة منطقة مكةالمكرمة الأولى والتي تمثلت في إطلاق مبادرة غير مسبوقة في التطرق للمشاريع بشفافية من أجل المصلحة العامة ورصد المشاريع المتعثرة والمنجزة والجاري تنفيذها وتم في هذا الشأن عقد ورش عمل عدة لتشريح الواقع ووضع الحلول عبر تفعيل خطوات عمل مؤسسي وجماعي تشارك في تنفيذه كافة القطاعات الدولة وثم تمت مناقشة التقرير النهائي بحضور الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي بدوره وجه بتعميم التجربة على كافة مناطق المملكة، مع الإشارة إلى أن أبناء المنطقة شاركوا في هذا العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي استطلعت آراء المواطنين وأمانيهم وأبرز العقبات التي تواجههم فكانوا خير معين على أن تكون البداية صحيحة.
ولا يزال المؤلف يتحدث عن البدايات التي شهدت تشكيل لجان وزارية عدة لمعاجلة أضرار السيول في محافظة جدة، وتطوير الأحياء العشوائية ولجنة وزارية لهيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، تساندها لجان مجلس المنطقة والتي تهدف للتنمية بكافة أنواعها العمرانية والرياضية والاقتصادية والتعليمة وخلافها بهدف طرح المبادرات وتنفيذها على أرض الواقع.
ونظراً لأن النجاح يتطلب وضع استراتيجية يرتكز عليها العمل شرعت إمارة منطقة مكةالمكرمة في وضع الخطوط العريضة لاستراتيجيه المنطقة والتي ترتكز على عنصرين هما "بناء الإنسان وتنمية المكان" التي ترتكز على الكعبة المشرفة منطلقا للمشروع وتهدف لتكون مكةالمكرمة أنموذجاً مشرفاً وملهماً، إضافة لتحقيق تنمية مستدامة متوازية ومتوازنة بين الإنسان والمكان من جهة وبين جميع المحافظات والمدن والقرى من جهة أخرى.
وإيماناً منه بأن "أهل مكة أدرى بشعابها" تم إشراك العنصر البشري في وضع إستراتيجية المنطقة التي تتواءم والخطة العشرية للدولة، حيث عقدت لقاءات وورش عمل لدراسة منجزات السنوات الخمس الأولى من إستراتجية المنطقة وتصحيح الأخطاء التي حدثت إضافة لتطوير الخطة في شقها المتبقى والذي يمتد لخمسة أعوام ثانية.
وتحدث الأمير خالد الفيصل عن أن محور بناء الإنسان استهدف رفع كفاءة التعليم والتدريب ومخرجاته ورفع مستوى أداء العاملين في الحج والعمرة وتوفير الخدمات التي تسهم في تغذية الفكر وتطويره، إضافة لإعداد جيل من الشباب قادر على تحمل المسؤولية وتمكين القادرين منهم على القيادة.
وفي محور تنمية المكان استهدف العمل في إمارة منطقة مكةالمكرمة توفير الضروريات والتي تأتي في مقدمتها المياه، ورفع كفاءة الخدمات الصحية وتطوير النقل العام والمواصلات ومعالجة الأحياء العشوائية وحماية أراضي الدولة وتوثيقها والعمل على تطويرها.
وفي سياق العمل المؤسسي أقر الأمير خالد الفيصل المخطط الإقليمي للمنطقة الذي يمثل الرؤية الإستراتيجية للمنطقة ومحافظاتها ومراكزها ويضع تصوراً كاملاً لجميع المشروعات التي تحتاجها حتى العام 1450ه، ويركز مفهوم المخطط الإقليمي على تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة لمنطقة مكةالمكرمة بجميع محافظاتها ومراكزها، وتوطين المشروعات القادرة على إيجاد فرص عمل، إضافة إلى معالجة الشتات والبعثرة السكانية، من خلال الهيكل السكاني وقطاع الخدمات والعمالة والقطاعات الاقتصادية وشبكات البنية الأساسية وتوزيع استعمالات الأراضي الإقليمية ودعم مراكز التنمية.
وركز "الفيصل" من خلال "من الكعبة وإليها.. بناء الإنسان وتنمية المكان" على تناول أبرز العوائق التي كان من الواجب التغلب عليها وتحوليها إلى عوامل إيجابية والتي جاء في مقدمتها "مواجهة ثقافة الإحباط" حيث وصفها بأنها تشكل العائق الأكبر أمام مشروع بناء الإنسان كون الفكر لا يمكن مواجهته إلا بالفكر فبدأ العمل في هذا الجانب بتنفيذ الأنظمة وأن يكون التفاؤل أرضاً قوية يقف عليها الجميع لتحقيق النجاح بالإضافة لبناء جسور تواصل تعزز الثقة بين المواطن والأجهزة ذات العلاقة بتقديم الخدمات له.
ومن منطلق إيمان الأمير خالد الفيصل بأهمية التقاء المسؤول بشرائح المجتمع المختلفة, وهي التجربة التي بدأها حينما كان أميراً لمنطقة عسير، وتتضمن مجلساً أسبوعياً للقضاة والدعاة، والمثقفين ورجال الإعلام، مع استقبال المجلس رجال الأعمال، شيوخ القبائل، ومديري الإدارات الحكومية، وأضاف إليه مجلسا للشباب ويتم في المجالس تبادل الأفكار والمقترحات وتحويلها لمشاريع على أرض الواقع.
وحول اللقاءات الأسبوعية، قال: "المجالس العامة سنة سنها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن لتكون قناة للتواصل المباشر بين المواطن والمسؤول، وهذه سنة حميدة، وهي ميزة من مزايا هذا الوطن وهذا الشعب وهذه الحكومة.
ولقناعته بأهمية تطوير البرامج التي تلبي رغبات الشباب حرص على إنشاء حاضنات ولجان تستوعب مقترحاتهم وتحولها إلى مشروعات تعود بالنفع على المنطقة، كما أنشأ ملتقى الشباب الذي بلغ عدد الشباب المشاركين فيه في نسخته الرابعة والتي أطلقها سموه مطلع العام الدراسي الحالي أكثر من 600 ألف طالب وطالبة وتشارك فيه وزارات التربية والتعليم,والتعليم العالي. والثقافة الإعلام والعمل، وهيئة السياحة والآثار والرئاسة العامة لرعاية الشباب.
ومن ملامح التنمية المهمة التي لا يمكن إغفالها من تاريخ المنطقة إعادة إحياء سوق عكاظ الذي كان محط اهتمام الملك فيصل بن عبدالعزيز والذي أنشأ لأجله عدة لجان ثم عاود الانطلاق عام 1428ه، بدعم وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وخلال الأعوام الدورات الست للسوق حدثت نقلة نوعية على مستوى الفعاليات والمكان ولعل من أبرز الملامح خيمة سوق عكاظ التي أصبحت ملمحاً حضارياً وعلامة فارقة في تاريخ السوق.
وفي هذا الجزء؛ أكد "الفيصل" أن سوق عكاظ ليس إحياءً للتراث وحسب بل نافذة على المستقبل ومن هذا المنطلق تم اعتماد واحة التقنية والرامية لخلق جيل واعٍ مسلح بالعلم والمعرفة. كما أعطى سموه لمحة عن جائزة مكة للتميز والتي بدورها خلفت تنافسا شريفا بين القطاعات في المنطقة، كذلك سلط الكاتب الضوء على الكراسي العلمية الأكاديمية المستحدثة في الجامعات ومن أبرزها تأصيل منهج الاعتدال وبناء الإنسان وتطوير المناطق العشوائية والالتزام بالنظام واحترامه.
ومن ملامح التنمية التي يحسب لإمارة منطقة مكةالمكرمة قصب السبق فيها إنشاء مراكز الأحياء وتشرف عليها لجنة التنمية الاجتماعية وتهدف إلى تحقيق التواصل الاجتماعي، وتقوية العلاقات الأخوية بين أفراد الحي، وتوظيف طاقاتهم فيما يعود بالنفع على الفرد والأسرة والمجتمع، وتكوين علاقة إيجابية بين الفرد ومحيطه الذي يعيش فيه، وتشجيع مشاركة السكان في جهود تنمية المدن وتطويرها، والمحافظة على مكتسباتها ومنجزاتها.
وينتقل الأمير خالد الفيصل في الجزء قبل الأخير من كتابه "من الكعبة وإليها.. بناء الإنسان وتنمية المكان" إلى تنمية المكان والتي وصفها بأنها مشروعات عملاقة غير مسبوقة تجير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، كما أنها مبادرات شخصية جاءت بفكره الذاتي ودعمه وأنه لا فضل لأحد بعد الله لسواه.
كما تضمن "من الكعبة وإليها.. بناء الإنسان وتنمية المكان" مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة الحرم المكي الشريف والمتضمن توسعة المسعى ليستوعب 118 ألف ساع في الساعة وأكثر من 1156 ألف مصل، إضافة لتطوير الساحات الشمالية وتوسعة المطاف لتبلغ طاقته الاستيعابية بعد إنجازه 105 آلاف طائف في الساحة بعد أن كان يستوعب 48 ألف طائف قبل التوسعة.
واستعرض كتاب الفيصل مشروعات طريق الملك عبدالعزيز بمكةالمكرمة، مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، مطار المؤسس الجديد بجدة، ومدينة الملك عبدالله الرياضية.
وبشيء من التفصيل استعرض الأمير خالد الفيصل مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإعمار مكةالمكرمة والذي نال الحصة الأوفر من الدعم كونه مشروعا يعنى بالمقدسات وقاصديها، إضافة لمشروع تطوير العشوائيات في العاصمة المقدسة ومشاريع الإسكان وتطوير منظومة الحج والعمرة.
ومن أبرز الإنجازات التي تحققت مشروع خادم الحرمين الشريفين لتصحيح أوضاع الجالية البرماوية والذي يستهدف تصحيح وضع أكثر من 250 ألف برماوي، أما في جانب الحج والعمرة فقد انحسرت أعداد المخالفين المتسللين للمشاعر المقدسة في مواسم الحج عاماً تلو الأخر وحقق موسم حج 1434ه نسبة نجاح بشهادة الجميع.
وأبى "الفيصل" إلا أن يترك بصمة فكان من أهم الدروس المستفادة أن المملكة تتميز بأن كلمة التوحيد لها راية، والقران والسنة لها دستور، مؤكداً أن التحلي بالصبر أسلم الطرق لنيل المطالب وبلوغ الأهداف، ثم يسدل الأمير خالد الفيصل الأمير خالد الفيصل ستار آخر صفحة بتوجيه آيات الشكر والعرفان للملك فهد بن عبدالعزيز الذي منحه فرصة الإبداع وفتح له أفاق لا تعترف بالتقليدية، ثم الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي كان بمثابة المنهل الذي استقى منه وتعلم، وصاحبي السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز والأمير محمد بن نايف اللذان عاملاه زميلاً بعيدا عن لغة الرئيس والمرؤوس، ثم وجه الشكر لرفقاء الدرب في إمارة مكة ومديري الأجهزة والقطاعات في المنطقة الذين وصفهم بأنهم ساعدوه على القيام بواجباته تجاه البقعة الأطهر.