لا يزال حطام ناقلة النفط اليابانية "كازومارو" جاثماً على بعد عشرة أميال بحرية من شاطئ الخفجي، على ضفاف الخليج العربي، منذ ما يقرب من نصف قرن، إثر كارثة بحرية اهتزت لها جنبات محافظة الخفجي، تمثلت في انفجار هذه الناقلة. وقال أحد الناجين من هذه الكارثة، ويدعى حسين أمين عبيد: "في صيف عام 1965م كنا نعمل في ميناء الخفجي التابع لشركة الزيت العربية المحدودة، وكان الميناء مجهزاً لاستقبال ناقلتين في وقت واحد، بحيث تكون كل ناقلة في جهة والتحميل عليهما بالتوالي".
وأضاف: "في ذلك اليوم حضرت ناقلتان، الأولى هي هذه الناقلة اليابانية، والأخرى نرويجية، وبينما كانت الناقلة اليابانية تتزود بالنفط، وهي محملة بآلاف البراميل من النفط تزودت بها من شركة أرامكو قبل وصولها إلى الخفجي لاستكمال حمولتها، إذا بانفجار قوي يقع فيها.
وأردف: "أدى الانفجار إلى سقوط أسقف غرفة التزود التي كانت بين الناقلتين، وأعقب ذلك ارتفاع عمود من النار بشكل هائل وبدرجة حرارة عالية جداً".
وقال "حسين": "توقف العمال عن العمل وبدأوا يحاولون الهروب دون أي تفكير، على أمل أن يفلتوا بحياتهم من النيران، وتدافع العمال والفنيون نحو الأبواب، وبعض العمال ألقى بنفسه في البحر، ورغم ذلك لحقت بهم النيران بسبب انفجار البراميل، وتفاوتت الإصابات ما بين متوسطة وخطيرة".
وأضاف: "بعض العمال حاولوا التوجه نحو القسم الجنوبي، وهؤلاء كانت إصاباتهم شديدة الخطورة، ومات منهم 13 "10 منهم يابانيون" لأن أمواج البحر كانت في جهة الجنوب، وظلت الخزانات تنفجر في هذا الاتجاه بشكل متعاقب".
وأردف "حسين": "العمال الذين توجهوا إلى الجانب الشمالي نجوا من الموت واستقلوا قوارب الإنقاذ التي حضرت إلى المكان بعد ساعة ونصف".
وتابع: "هذه الكارثة أسفرت عن 14 حالة وفاة و 65 إصابة بحروق متفاوتة، ونجاة خمسة دون إصابات، كنت أنا أحدهم".
وقال "حسين": "استمرت ألسنة النيران متصاعدة في هذه الناقلة ثلاثة أشهر نتيجة حمولة النفط الكبيرة التي كانت على متنها، حيث لم تتمكن فرق الإطفاء من إخماد الحريق بسبب الحرارة الزائدة".