كشف رئيس مؤسسة البريد السعودي محمد بنتن، أن المؤسسة تبحث مع وزارة الإسكان توقيع اتفاقية لتقديم خدمات مشروع "الشبكة الوطنية لخدمات الإيجار" المعروف اختصاراً باسم "إيجار"، عبر مكاتب البريد المنتشرة في مختلف مناطق المملكة. وأوضح بنتن في لقاء تلفزيوني بثته القناة الأولى في التلفزيون السعودي، أن سعي المؤسسة لتقديم خدمات مشروع "إيجار"، الخاص بتوثيق عقود تأجير المساكن لتنظيم العلاقة بين الملاك والمستأجرين، يأتي في سياق دعم التوجه الرسمي نحو تفعيل خدمات الحكومة الإلكترونية في جميع القطاعات الحكومية.
وأشار في هذا الصدد إلى عدد من الخطوات المنجزة في هذا المجال، من أبرزها البدء في تقديم عدد من خدمات وزارتي الداخلية والعمل عبر البريد السعودي، وكذلك خدمة "جامعي" التي تقدم بالتعاون مع أغلبية الجامعات الحكومية، وأسهمت في إنجاز معاملات نحو ثلاثمائة ألف طالب تقدموا للالتحاق بالجامعات العام الماضي فقط.
واستعرض فوائد عدة يحققها تقديم الخدمات الحكومية عبر مكاتب البريد السعودي، أبرزها وجود نحو ستمائة مكتب بريدي منتشرة في المملكة، مقابل مركزية مقار الجهات الحكومية، مبيناً أن مكاتب البريد، تغلق يومياً في الساعة التاسعة مساءً، فيما تغلق الإدارات الحكومية أبوابها بانتهاء مواعيد الدوام الرسمي، خلافاً لاستمرار تلك المكاتب البريدية في العمل خلال أيام العطل والإجازات الرسمية.
وكشف عن دراسة لاستحداث مراكز خدمة "مكاتب" نسائية لتقديم الخدمات الحكومية، خصوصاً بعد البدء في تقديم خدمات وزارتي الداخلية والعمل عبر مكاتب البريد، مشيراً إلى الدور الفاعل للإدارة النسائية في المؤسسة، في تنفيذ عمليات الاستعلام البريدية الدولية، وإنجاز أعمال قراءة العناوين البريدية غير الواضحة.
وأكد أن مساهمة المؤسسة في تقديم خدمات الحكومة الإلكترونية تأتي بعد إنجازها مشروع "العنوان الوطني" لعنونة جميع المواقع في المملكة وترقيمها بالاستعانة بأحدث تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية، لافتاً إلى استكمالها تأسيس بنية تحتية متكاملة من الشبكات، تغطي جميع المناطق.
وشدد على أن العنوان الوطني الذي طورته المؤسسة وحاز جوائز عالمية عدة يغني عن الحاجة عن غيره من العناوين التي تستخدمها جهات خدمية أخرى، كما أن كونه عنواناً رقمياً يسهم في تلافي الناجمة عن الفوارق الهجائية في كتابة العناوين، خصوصاً المكتوبة باللغة الإنجليزية.
ويرى أن قرار مجلس الوزراء القاضي بإلزامية "العنونة" بعد مرور خمس سنوات من تاريخ صدوره، وبدء الجهات الحكومية في إدراجه، سيزيد من وعي المواطنين إلى أهمية العنوان البريدي في حياتهم اليومية، خلافاً للسابق.
وفي سياق آخر، أوضح بنتن أن المؤسسة بدأت العمل على تحويل قطاعاتها المختلفة إلى وحدات مستقلة تعمل وفق أسس تجارية، مستشهداً بالنجاح الذي تحقق في تطوير قطاع النقل بتأسيس شركة "ناقل"، وهي أكبر مزود لخدمات النقل اللوجستي.
وأشار إلى إطلاق خدمتي "واصل العالمي" و "السوق الإلكتروني- إي مول" اللتين تدعمان تطبيقات التجارة الإلكترونية، وتسهل على المواطنين والمقيمين إنجاز شراء منتجاتهم من داخل السعودية وكذلك من عدد من الأسواق العالمية، وإيصالها إلى عناوينهم البريدية.
من جهة أخرى، عبّر عن فخر المؤسسة بكونها من أكبر الجهات الموظفة في المملكة، إذ يصل عدد موظفيها إلى نحو 15 ألف موظف سعودي، مشيراً إلى أن المؤسسة وظفت خلال ثلاث سنوات 4200 موظف جديد فقط نحو.
وحول ما يتردد عن صرف بدل سكن لموظفي البريد، أوضح أن أنظمة الدولة لا تمنح الموظفين هذا البدل "إلا أن المؤسسة عالجت مشكلة فروقات التسكين التي تمت تغطيتها كاملاً من وزارة المالية بقيمة تصل إلى نحو 380 مليون ريال"، نافياً وجود ما يسمى ب "الشيك الذهبي" الذي طبقته مؤسسات أخرى لتشجيع موظفيها القدامى على التقاعد المبكر.