نجحت عملية الإخلاء الطبي الذي نفذته الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة ضمن خطط الاستعداد وتوعية العاملين التي تتبناها إدارة مستشفى حراء العام لبناء ثقافة السلامة بين منتسبيها والتي تتضمن إجراء تجارب افتراضية للإخلاء الداخلي والكامل لمختلف الأقسام وبشكل دوري للتحقق من إدراك ووعي كافة الموظفين حول كيفية التعامل الصحيح مع الحالات والتصرف الأمثل أثناء الكوارث. وفي زمن قياسي مدته 15 دقيقة، نجح فريق العمل بمستشفى حراء العام في الاستجابة السريعة لنقل الحالات وإخلائها في تجربة حريق افتراضية خلال وقت قصير.
وقال مدير مستشفى حراء العام، الدكتور وليد محمد حسين: "سيناريو الحدث بدأ في الساعة التاسعة صباحاً، حيث تم الإعلان عن النداء الأحمر لحدوث حريق بقسم الجراحة الرجالي، حيث لم تتم السيطرة عليه بعد الإخلاء الجزئي".
وأضاف: "تم الإبلاغ عن إخلاء كلي للمستشفى بالتزامن مع عقد اجتماع غرفة القيادة والسيطرة بعضوية المساعد للخدمات الطبية، المساعد للتشغيل والصيانة، رئيس لجنة الطوارئ ورئيس لجنة السلامة، بهدف وضع الخطط العريضة لكيفية التعامل الفوري مع الحدث وفق السياسات والإجراءات المتبعة في هذا الموقف بالتعاون مع إدارة الطوارئ والأزمات بصحة منطقة مكةالمكرمة ومحافظتي جدة والطائف".
وأردف: "ساهمت إدارة الدفاع المدني وإدارة المرور وإدارة الدوريات والقيادة الميدانية بهيئة الهلال الأحمر بمكةالمكرمة، في دعم التعامل مع الحادث بالفرق الطبية من خلال التنسيق في فرز الحالات وفق الوضع الصحي لكل حالة وتحديد خطورتها، كما تم التنسيق لاستخدام الإسعاف الطائر".
وتابع: "انتهت التجربة الافتراضية بوجود 50 حالة حرجة و150 حالة بسيطة و90 حالة متوسطة وعشر حالات وفاة".
وساعدت عدة جهات في نقل بعض الحالات الحرجة إلى مستشفى النور التخصصي ومستشفى الملك عبدالعزيز بجدة وذلك بالتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر السعودي، كما تم إنقاذ وإخلاء المصابين والمحتجزين بواسطة آليات الدفاع المدني المجهزة التي شاركت بها، كما شارك عدد من فرق الهلال الأحمرالسعودي في تقديم الخدمات الإسعافية للمصابين ونقلهم إلى المستشفيات.
وقامت فرق من الدوريات الأمنية ودوريات المرور بتأمين الموقع وتأمين الشوارع المحيطة بالمبنى وتنظيم حركة المرور مما سهل عمل بقية الفرق المساندة.
وقال مدير المستشفى: "هذه النتائج الإيجابية التي تحققت ما كانت لتحدث لولا الإعداد المسبق للتجربة الافتراضية، وذلك من خلال الوقوف على الاستعدادات الموجودة لدى منتسبي المستشفى للتعامل مع الكوارث والأزمات وتحديد مدى فاعلية خطة إدارة الكوارث الداخلية والخارجية وأنظمة الإنذار في ظل تفاعل الموظفين والأطباء مع هذه الخطط".
وأضاف: "مثل هذه التجارب تساهم قطعاً في تقييم مستوى أداء أعضاء فرق العمليات المختلفة المسؤولة عن مهمات الإخلاء والإسعاف أثناء حالات الكوارث والأزمات، بالإضافة إلى قياس كفاءة وفاعلية التنسيق بين الجهات الحكومية المختصة، مع العمل على تلافي الملاحظات المسجلة التي يُمكن تفاديها مستقبلاً أثناء التعامل مع هذه الحالات والكوارث".