اجتمع وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل بمديري التربية والتعليم، وذلك بمكتبه بالوزارة، بحضور أصحاب نواب الوزير والمسؤولين في الوزارة، وناقش المجتمعون عدداً من الموضوعات الإدارية والتعليمية، وتحدث مديرو التربية والتعليم معربين عن تقديرهم ومباركتهم له، مجددين العهد على الوفاء، ومواصلة العمل بكل جد للنهوض بالتعليم كما أرادته قيادة بلادنا وشعب المملكة العربية السعودية. وقال "الفيصل" لمديري التعليم: أذكركم بمقولة خادم الحرمين "مالكم عذر".
وأعرب الأمير خالد الفيصل عن اعتزازه بالعمل في وزارة التربية والتعليم، متمنياً أن يكون عند مستوى تطلعات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لإكمال مسيرة التعليم، مثمّناً جهود وزراء التربية والتعليم السابقين وتفانيهم لنشر التعليم والرقي بالعملية التعليمية، ومؤكداً أن دوره الآن هو المضي قدماً في تنفيذ جملة من المشروعات المتميزة والعمل بروح الفريق الواحد، مقدّراً للحضور جهودهم ومشاعرهم الطيبة.
كما أعرب عن شكره لكتّاب الرأي والمشاركين في مواقع التواصل الاجتماعي، وكل من تواصل معه كتابياً وحضورياً، وقال: لقد غمروني بتعليقات جميلة، ومقترحات مثرية، وأرجو من الله أن يوفقني لخدمة الدين ثم المليك والوطن، وانتسابي لهذه المجموعة الكريمة في الوزارة شرف كبير لي، كما أن رسالة التعليم في ذاتها لا يوازيها من حيث المكانة أي شيءٍ آخر؛ لأنها تخدم الحاضر والمستقبل، فنحن نعد الجيل الذي نعول عليه جميعاً لقيادة مستقبل الوطن.
وقال: إن لدينا الآن مشروعاً عظيماً جداً، هو مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، وكل يوم أزداد إعجاباً ببرامج التطوير، وقد اكتمل كل شيءٍ للتنفيذ، وفي هذه اللحظة أذكركم بمقولة خادم الحرمين الشريفين "مالكم عذر" نعم ليس لي ولكم في هذه الوزارة عذر.
وتابع: هذا المشروع يجب أن ينفّذ فوراً على أرض الواقع، حيث انتهت مرحلة صناعة القرار وحانت مرحلة إدارة القرار، ومن الآن أقولها بكل شفافية: سوف يكون القياس والتقييم هو ديدن التعامل في الوزارة، كل فرد فينا يجب أن يضيف إلى إنجازاته كل عام شيئاً جديداً، فإما أن نُضيف أو نترك العمل لغيرنا، وإما أن تتميّز أو يأتي غيرك ليتميز... نحن أسرة واحدة لكنها أسرة متميّزة تقود الفكر وتتفرد أيضاً.
وأضاف: إن مقياس الكفاءة عندي هو الإنتاجية... والواسطة الوحيدة عندي هي عملكم وإنتاجيتكم، نريد أن نتفق على أن يضيف كل منا 50 % على إنتاجيته لهذا العام كل في مجاله، والعبرة ليست بالكم فحسب إنما نريد إبداعاً، وأعذر من له ظروف لا تمكنه من العمل، ولكني لا أعذر من يبقى متصدراً للقيادة بلا إنجاز.. كل من يعمل معي سيُجهد وأتوقع أن لدينا جميعاً القدرة والإخلاص والتميز.
وواصل: أنتم في المناطق مسؤولون عن الطالب والمعلم والإداري، لذلك يجب أن تكونوا "النموذج" الذي يُحتذى به، إذا أردنا شباباً يتمثل الصدق والأمانة والإخلاص والانتماء للوطن المتحصل على العلوم المفيدة، فلابد أن نكون جميعاً قدوةً ومثالاً لهذه الصفات. بلدكم المملكة العربية السعودية في مرحلة انتقالية الآن، وهي تنمو مستندة إلى كتاب الله وسنة نبيه، وكلمة التوحيد هي راية هذه البلاد، وعلينا نحن أن نرفعها عاليةً ليس على ساريات الحديد والخشب، بل على أعمدة الأخلاق والقيم والرقي والعلم، فنحن نريد جيلاً متسلحاً بالعلم والأخلاق، جيلاً يتفانى في خدمة دينه ووطنه، جيلاً يرى أن واجبه الأول هو الارتقاء في أول العالم لا آخره.
وأشار إلى أن هناك شكوى من الاتكالية وعدم الإحساس بالمسؤولية أحياناً، ومن عدم الاهتمام بالأنظمة واحترام الأنظمة أحياناً أخرى، وشكوى من الإهمال في بعض مسؤولياتنا الكبرى تجاه بلادنا، ونشكو شبابنا وهم صنيعتنا؟! الابن صنيعة والده، والبنت صنيعة أمها، والطالب صنيعة معلمه، والطالبة صنيعة معلمتها، إذا تركنا هذا الجيل يتفرغ للمشاكل وهدر الوقت والمال وعدم الشعور بالمسؤولية فهذه جناية! عندما نرى المواطن يخالف قواعد المرور.. ونرى النفايات في الحدائق والمنتزهات... ونسمع الألفاظ السيئة، والممارسات الخاطئة، فهذه كلها "ثقافة" وأين يتعلم الإنسان الثقافة؟ في الأسرة أولاً ثم المدرسة، لذا علينا أن نسعى إلى سقاية التربة لنجني الثمار.
وتحدث عن الشعور بالخجل عندما نسمع من يتحدث عن أن المعلم يطلب من الطالب عدم الحضور قبل الاختبار بأسبوع! والخجل هنا مضاعف عندما لا نجد إجابة شافية للسؤال لماذا يتغيب المعلم عن المدرسة؟ ولماذا تسمح المدرسة بهذا؟ ولماذا يسمح مدير التربية والتعليم بهذا؟ ولماذا الوزارة تقبل أن مدير التعليم يفعل ذلك؟! إذا أردنا أن يحترم الطالب النظام لابد أن نحترم نحن النظام.