قال الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق إن يوم غد الاثنين يعتبر بداية لموسم "بذرة الست"، ويقصد بها ستة أيام صالحة لزراعة جميع الخضراوات والحبوب، وشتلات الموالح والعنب والأشجار متساقطة الأوراق، مشيراً إلى أنه غالباً ما يكون نتاجها ذا جودة عالية. وقال إنها الأيام الوحيدة في السنة التي تختص بهذه السمة، وموطنها ثلاثة أيام من آخر الشبط، وثلاثة أيام من أول العقارب، والسبب في ذلك هو أن التقلبات المناخية خلال هذه الأيام تكون شديدة على مدى الساعة، فيمر علينا أربعة فصول في يوم واحد، الأمر الذي يحفز الأرض لتقبل كل بذرة، شتوية كانت أم صيفية، فالبذرة المرفوضة في أول النهار تكون مقبولة في آخره، فمناعة باطن الأرض قليلة لعنف وجه السماء.
ولفت "الزعاق" إلى أن هذا "ينسحب على البشر، ما يفسر لنا تفشي الأمراض على شريحة واسعة بينهم، وخاصة قليلي المناعة، كالأطفال والعجائز".
وقال إنه "خلاله تسلم البذرة من شدة البرد المهلك ومن حمس حرارة الشمس ومن هجوم الحشرات، فالموسم خال من هذه المعوقات الزراعية، وهو بداية موسم زراعي يستمر لعشرة أشهر".
ولفت إلى أنها "تسبق بذرة (الجَلْعَة) ب20 يوماً، وهي بذرة عامة تزرع فيها كل المحاصيل الصيفية من الخضار والبقول والورقيات والأشجار المعمرة، وخلال موسم الست تتزاوج فيه العصافير وتظهر أوراق الشجر وينتشر الباعوض".
وشدد "الزعاق" على أن "ما ينبغي التنبيه إليه أن في هذا الموسم ينشط القمل في رؤوس البشر والبهم، وهو سريع العدوى، فيجب الحذر من مسبباته بالنظافة الشخصية وعدم استخدام ملابس وفرش الغير من أغطية وألحفة ووسائد كالموجودة في الغرف والشقق المستأجرة".
وحذر من "أننا على أعتاب موسم ذي مزاج مكفهر، وهو موسم العقارب الذي سيحل علينا في يوم الخميس القادم، وأحياناً يغازلنا بلطف جوه ونعومة ملمسه".
وقال: "يجب علينا عدم التماهي معه، فلا نخلع أرديتنا ولا نقترب من مجاري الشعاب ومواطن الأودية، فكوارثنا الكونية لا تصل إلينا إلا من هاتين الناحيتين، فلو تعاملنا معها كما يمليه علينا الترس الكوني لما نفذت إلينا، ولو من سم الخياط".