أطلقت مجموعة mbc مساء أمس الخميس، برنامجها الجديد، والثاني من العاصمة السعودية الرياض تحت اسم (بدون شك) في خطوة وصفها متابعون بأنها بداية لتحجيم البرنامج الأشهر على الشاشة نفسها "الثامنة"، خاصة أن البرنامج الجديد يعتمد على الحرس القديم الذي انطلق به برنامج "الشريان"، بل يتعدى فكرة طرح القضايا ومجرد تسليط الضوء، إلى المساهمة في وضع حلول للقضايا المطروحة، وذلك في أسلوب جديد مختلف قليلاً عن البرامج الحوارية والشعبوية. وتقول مصادر "سبق": إن البرنامج المنقول عن الأصل الفرنسي اشترته MBC بمبلغ باهظ، ويقدمه وجه صحافي يطل لأول مرة عبر الشاشة، وهو كما يقال نتيجة وعود قديمة من مالك الشبكة، الشيخ الوليد البراهيم، حيث يأتي محمد فهد الحارثي، رئيس تحرير مجلة "سيدتي" مقدماً للبرنامج وسط العديد من التساؤلات التي كانت تتوقع أسماء أخرى موجودة أصلاً داخل المشهد التلفزيوني.
وفكرة "البرنامج" التي يراهن عليها فريقه هي أن تقلب الحقيقة القائلة بأن ليس مهمة الإعلام حل القضايا بل تسليط الضوء عليها، حيث يعمل "البرنامج" من خلال قانونيين استشاريين على متابعة القضية مع المسؤولين حتى حلها، أو الوصول لخطوط مؤدية لذلك.
ويضم "البرنامج" في هيئته الاستشارية القانونيين: خالد الفاخري عضو جمعية حقوق الإنسان، والخبير أحمد المحيميد، فيما يستعين باستشارية في الطب النفس، يتواجدون بشكل دائم في كل القضايا.
وبدورها تقول MBC في تصديرها للبرنامج: إنه برنامج حواري سعودي اجتماعي، يعرض مرة في الأسبوع، مهمة المقدم فيه مساعدة المشاهدين لإيجاد حلول لمشاكل المواطنين القانونية، مع فريق من الوسطاء والمحامين، ودور المستشارين الثلاثة هو توعية المشاهدين على حقوقهم التي غالباً ما تكون مجهولة من عامة الناس، وما يميز "بدون شك" أنه لا يكتفي بطرح مشكلة المشاهد، وإنما يحاول إيجاد حل.
وبحسب صفحة البرنامج تتوزّع وقائع "بدون شكّ" على عدة محاور متوازية. بدايةً، يعمد "البرنامج" إلى تسليط الضوء على نزاعٍ حياتيٍّ ما، قائمٍ على أرض الواقع، ومن ثم ينتقل للاستماع إلى وجهات نظر الأطراف المُسبّبة له والداخلة فيه، لتبدأ لاحقاً مرحلة التفاوض لحلّه.
وتعتقد MBC1 أن "البرنامج" سيقدم أسلوباً جديداً في مقاربة القضايا والملفات الاجتماعية والإنسانية على الشاشة الصغيرة، هذه المقاربة لا تعتمد على الإثارة والطرح السجالي، وإنما على حاجة المشاهدين إلى إيصال صوتهم، وحل مشاكلهم، الكبيرة منها والصغيرة، بما يعيد صوغ العلاقة بين المشاهدين والتلفزيون بطريقة جديدة.
يذكر أن مقدم البرنامج صحافي عريق، حاصل على ليسانس الآداب في الهندسة المعمارية، وعلى درجة الماجستير في الصحافة الدولية، له أكثر من 20 عاماً من الخبرة في وسائل الإعلام، حيث بدأ حياته المهنية في جريدة الشرق الأوسط، وتدرج بالعديد من المناصب والمحطات؛ حتى وصل به الحال حالياً لرئاسة تحرير "مجلة سيدتي".
ولعله من اللافت، وكما تقول مصادر "سبق": إن رئيس تحرير البرنامج الزميل حسين فقيه، الذي يسبق اسمه اسم مقدم البرنامج في "التتر" هو كبير المنتجين السابق في برنامج (الثامنة)، وكذلك الزميلة حنان الزير، التي كانت أيضاً ضمن طاقم "الثامنة" الذي يقدمه الإعلامي الشهير، خاصة أن الاثنين خرجا بعد خلاف مع داود الشريان، كما تؤكد المصادر الخاصة.
ويعتقد أن التنافس سيكون على أشده حيث ستقلص حلقات (الثامنة) إلى 4 أو 3 حلقات فقط، خصوصاً مع أنباء عن وجود برنامج آخر في الطريق تقدمه الكاتبة الصحفية بدرية البشر، ويختص بقضايا المرأة السعودية.
"البرنامج" الذي ظهر في أولى الحلقات رغم قوتها بحل قضيتين إنسانيتين، إلا أن مقدمه لم يظهر بالكاريزما نفسها التي يمتلكها مقدم برنامج الثامنة المنافس، وفي الوقت الذي يرى بعضهم أن "البرنامج" الجديد لديه تميز أقوى يتمثل في توفير قانونيين لأصحاب القضايا، وهو ما ليس متاحاً في (الثامنة).
"الحارثي" يخوض منعطفاً حرجاً، بلا شك، ولكن من المبكر الحكم على "البرنامج" الذي يرى بعضهم أنه أولى خطوات المناهضين داخل المعسكر نفسه؛ لتحجيم البرنامج الأشهر على الشاشة نفسها.