تعتبر قناة ال MBC أول قناة فضائية في المشهد الاعلامي العربى , فهى لا تمثل نظاماً سياسياً معيناً , بل إن المعروف لدى الكثير من المشاهدين أن المالكين الاصليين لها سعوديون ولا يعنى ذالك ان المملكه مسؤاله عنها لمجرد ان مجموعة من مواطنيها يمتلكون هذة القناة وإن كان الهدف الاسمى لهم هو نشر غسيل المجتمع السعودى وعدم توخى المصداقية الكامله فيما تنشره هذة القنوات . ويأتى ذالك واضحا فى برنامج ( الثامنة ) الذى يقدمة الاعلامى داود الشريان والذى لقى انتقادات كثيرة من ابناء المجتمع السعودى والمسؤلين . فلو ان الهدف من هذا البرنامج مفيدا لنا كما يدعون، ويلقي الضوء على المشكلات الخاصة بالمجتمع السعودي ، ووزاراته الخدمية ، مثل حلقة التعليم والشؤون الاجتماعية . فالسؤال هنا . هل تقديم هذا البرنامج من خلال قناة منوعات تهدف إلى الربح في المقام الأول، وإن كانت برأس مال سعودي وليس بترخيص محلي، هدفه الأساسي هو حل مشاكلنا ؟ إن طرح قضايانا يجب أن يكون بالشراكة والتفاهم مع الجهات المسؤولة، دون إرهابهم بإثارة الرأي العام والبلبه ، للوصول إلى ما يفيد القضية محل النقاش وليس الطرح للطرح ومجرد نشر الغسيل، وخلق قضية جديدة، فالإثارة وسيلة جذب وليست غاية. يبدو أن مشاكلنا وهمومنا ثمنها مغرى جداً، بدليل معدل الإعلانات الذي ينهمر فجأة على المشاهد فيقطع تركيزه على الحدث، فإذا كنا ندفع ثمن مشاهدتنا لقناة ترفيهية على حساب أوضاعنا الداخلية، فهذا أمر فيه نظر، فإذا كان البرنامج هو فقط من أجل الإضاءة على قضايانا المحلية، وأنها لوجه الله ثم لمصلحة الوطن والمواطن ، فهذا أمر جميل، ولكن هل القناة تملك الحق في الخوض في قضايانا نحن فقط ، ولماذا المجتمع السعودي بالذات؟ إذا كانت تقدم نفسها على أنها قناة عامة، فنحن لا نشاهد بها أي برامج موجهة لقضايا الخليج والوطن العربي المحلية الصرفة. فما هو هدفها انذاك ؟! فداود الشريان محاور برنامج الثامنه على قناه ال MBC ارتدى ثوبا ليس من مقاس جسمه فمنى بالفشل تجاه ابناء بلده . فيجب على الشريان بوصفه اعلاميا ومحاورا سعوديا ان يناقش ادق القضايا حساسية فى المجتمعات العربية ككل وليس المجتمع السعودى بالذات لان هذا الفعل وضعه فى محاور انتقادات كثيرة الى جانب ان برنامجه اشابه الكثير من الزيفه والخدع الكاذبه , لتوجيه اعلامه وتسليطه نحو جهه واحدة فقط الا وهى المجتمع السعودى ؟ فلماذا المجتمع السعودى بالذات ياشريان ؟! واين الشعوب العربية الاخرى من هذا البرنامج ؟! اذا فالمسألة بهذا الشكل يشوبها الكثير من القلق والريبة لما وراء الغرض الحقيقى من هذا البرنامج . اذ ان الكثير من المجتمعات العربية الاخرى بها الكثير من المشاكل ولكن لم تسلط هذة القناة اى من برامجها الضوء على ذالك الوضع الكائن بها ولكن ظنا داود الشريان بان مجتمعنا وشعبنا سيتأثر بهذة الطرق التى يشوبها الصراخ والاثارة والبلبله والتهكم والتلويح بقبضة اليد . حيث ان هذة اساليب مرفوضة فى الاعلام السعودى المعروف باتزانة ووقاره . لقد تكاثرت هذه القنوات دون قواعد موضوعية ولا حاجة حقيقية لها كما أنها لا تخضع لمعايير مهنية ولا تقنية، فما موجود يكاد يكون في معظمه متشابهاً ومكرراً مما يجعل وجود نصف هذه القنوات كافياً لحاجة المشاهد العربي وبقيمة أكثر رقياً وتطوراً، ولكن هذا هو ثمن الحرية والانفتاح . إن هذه القنوات تشكل صدعاً لدى المشاهد الذي لا يجد الوقت الكافي لمتابعة كل هذه القنوات مع ما يعانيه من حاجة الى العمل لسد رمقه ورمق عائلته، فليس من المعقول أن يمضي المرء يومه يشاهد التليفزيون وهو لا يجد ما يأكله ! , كما أن البيت لم يعد واحة أمان واستقرار كما كان، فما إن يعود المرء إلى بيته متعباً منهكاً مهموماً حتى يبدأ بمتابعة برامج التلفزيون بأعصاب مشدودة مما يزيد من همه وقلقه، فالمشاهدة المتعبة لعدة ساعات وما يقدم على الفضائيات من برامج حوارية وصور مؤذية تجلب التعب والأذى أكثر مما تسلي، فهكذا تحبط الفضائيات مشاهديها . عبدالله المهوس