بدأت محطة إم بي سي الأولى بعرض برنامج الثامنة لداود الشريان، وعلى الفور تذكر كثيرون برنامجه السابق على العربية "واجه الصحافة" الذي واجه من خلاله كثيراً من المسؤولين السعوديين والخليجيين والعرب، في قضايا عديدة ساخنة ومتنوعة لم تغب عنها الحالة السعودية وتجلياتها، وطرحت هذه العودة تساؤلات عديدة حول الإعلامي الكبير داود الشريان وبرنامجه الذي حظي بنسبة متابعة جيدة وهل هناك إشكالات في تخليه عن العربية والذهاب إلى إم بي سي الأم، وما من شك أن الحلقة الأولى من البرنامج تناولت موضوعاً حيوياً ومهماً وشائكاً، هو الاستثمار الأجنبي والاستثمار السعودي في المملكة وامتيازات كل منهما، ولماذا تميل كفة المستثمر الأجنبي ويحصل على امتيازات وتسهيلات لا تجد طريقها إلى المستثمر السعودي، وما من شك أن الموضوع كان قوياً ومثيراً لأنه يطرح فكرة يتم تناولها في مختلف النقاشات بين السعوديين، وتهم كافة الفئات والشرائح السعودية خصوصاً المستثمرين والعمال والباحثين عن فرصة عمل والسعودية وإشكالاتها وتداعياتها في المجتمع السعودي. داود الشريان والملفت للنظر أن الحلقة ضمت ضيوفاً من عالم الاستثمار السعودي لهم باع طويل في ذلك، بالإضافة إلى أحد المسئولين البارزين الذين لهم بصمات في عالم الاستثمار وتخصصه، ما أعطى انطباعاً قوياً مبدئياً بأن البرنامج قوي وحلقته الأولى نارية أيضاً، خصوصاً أنها شهدت مستوى من الارتياح والمزاح والصوت العالي من قبل المذيع اللامع داود الشريان بشكل يختلف تماماً عن صورته في برنامجه السابق على العربية "واجه الصحافة"، حيث كان هناك مثل بقية زملائه يتسم بالجدية والرزانة المعهودة على إعلاميي العربية، في حين وجدناه في الحلقة الأولى من برنامجه الجديد "الثامنة" أكثر ارتياحاً، ما يثير تساؤلات من نوع جديد، مثل: هل كان ذلك بسبب أنها الحلقة الأولى التي تتضمن نوعاً من الترويج الذاتي أم رسالة من نوع آخر تقول أن لكل محطة خصوصيتها ونهجها وشخصيتها وخطها، وبالتالي لابد من الالتزام بالنمط العام لسياسة القناة، أم أن محتوى وجوهر "الثامنة" يختلف كلية عن واجه الصحافة ولا يلتقيان إلا في مقدم البرنامج فقط، أم أننا بانتظار عودة قوية للشريان في حلة جديدة تزيد من استقطاب المشاهد لهذه الشاشة العريقة، أم عودة ل"واجه الصحافة" بشكل وأسلوب وثوب واسم جديد. البرنامج ما زال في أسبوعه الأول ولابد من الانتظار بعض الوقت حتى نستطيع إصدار حكم وتقييم صحيحين على البرنامج وصاحبه وفكرته ومدى التفاعل الشعبي والرسمي مع هذا البرنامج المهم الذي يراد له أن يكون نافعاً للفرد والمجتمع.