هدد قاض فيدرالي في ولاية كولورادو، اليوم، بالإفراج عن سجين سعودي محكوم عليه بالمؤبد في قضية قتل أحد مواطنيه قبل 13 عاماً، أو إعادة محاكمته في حال لم يثبت الادعاء العام صحة الإجراءات التي اتخذتها الجهات المختصة أثناء القبض على المتهم. ومنح القاضي الادعاء العام 90 يوماً ليثبت الإجراءات التي اتخذها، ومن أهمها قراءات الحقوق علي المتهم أثناء القبض عليه، إضافة إلى التحقيقات التي تمت في هذا الجانب، خاصة أن المتهم لم يكن يفهم اللغة الإنجليزية حينها.
وبينت صحيفة "دنفر بوست"، أن الادعاء العام بدأ في مراجعة الحكم الصادر، وفي وقت لاحق سيحدد الخطوة التالية.
وأوضح محامي الدفاع أن "المتهم السعودي لغته الأولى هي العربية ولم يكن يفهم اللغة الإنجليزية حين القبض عليه، حيث إنه لم يكن يعرف حقوقه ولم تُقدم المشورة له، إلى جانب أن تحقيق الشرطة الذي استمر لساعة ونصف معه أخذ كدليل ضده لمحاكمته".
وقد سبق أن رفضت محكمة كلولورادو في عام 2011 طلب المتهم السعودي (34 عاماً) إعادة النظر في الحكم الصادر ضده، ليعود محامي الدفاع مؤخراً بطلب الاستئناف ومراجعة الحكم الصادر بسبب الأخطاء التي ارتكبت أثناء القبض عليه وخلال التحقيقات.
وتشير التفاصيل إلى أن المحكمة الأمريكية أدانت في عام 2003 الطالب السعودي (ن. اليوسف) الذي يعد من أقدم السجناء السعوديين في أمريكا، بتهمة المشاركة مع اثنين من زملائه "ط. الدوسري" و "م. السويدي" في جريمة سطو وقتل زميلهم عبد العزيز (22 سنة).
وفي مطلع عام 2004 أصدرت المحكمة حكمها بسجن المتهم مدى الحياة بتهمة السطو وسرقة حساب بنكي للضحية، إلا أنها برأته من تهمة ارتكاب جريمة القتل.
وكانت الشرطة قد عثرت على جثة الطالب "عبدالعزيز" في مكان لجمع النفايات في 8 فبراير من عام 2001، بعد بحث استغرق أكثر من أسبوع شاركت فيه قوات كبيرة من الشرطة الأمريكية، عقب اختفائه من المنزل الذي كان يقيم فيه.
وقالت السلطات الأمريكية إنها ألقت القبض على الطالب "ن. اليوسف" فيما هرب سعوديان آخران عقب جريمة القتل، وهما "ط. الدوسري" و "م. السويدي"، وكانت أعمارهما حينها (22 و 30 سنة)، واحتجزتهما السلطات السعودية، وأدينا بالتورط في الجريمة.
واتهم الادعاء الأمريكي اليوسف وزميليه "الدوسري والسويدي" بأنهم تحايلوا على "عبدالعزيز"، عبر استقبال أحدهم له بالمطار حين وصل من عطلة أمضاها مع أسرته بالظهران، ثم استدرجوه لشقة اليوسف، وهناك ربطوه وخنقوه بهدف سلبه ما لديه من مال وبطاقة سحب مالي، إضافة إلى وثيقة ملكيته لسيارة جديدة، مسرعين بعد رمي الجثة في موقع للنفايات لسحب 20 ألف دولار من حسابه، حسبما جاء في حيثيات المحكمة.
واعترف حينها اليوسف في أقواله للمحكمة بأنه ذهب لشراء طعام من أحد المطاعم القريبة، لكن عند عودته وجد الضحية الذي كان يلقبه ب "عزيز" مقيداً على كرسي في قبو أسفل المنزل، وزميليه في السكن "الدوسري والسويدي" يعذبانه ويحاولان الحصول منه على معلومات تتعلق بحسابه البنكي.
وأضاف اليوسف: "حاولت أن أتدخل لفك قيد صديقي عزيز، لكن السويدي وهو زميلي الآخر في السكن، وضع فوهة مسدس على رأسي، وهددني بأنه سيقيدني إلى جانب عزيز إن لم أتوقف عن الكلام".
ومضى اليوسف قائلاً: "أحضر الدوسري بعد ساعة من استجواب الضحية عن أرقام حساباته البنكية، حبلاً سميكاً استخدمه في شنق زميلي عزيز، ثم هددني بأن جزائي سيكون القتل، وكذلك سيقتل خطيبتي وشقيقي في السعودية، إن تفوهت بكلمة واحدة مما شاهدت وسمعت".
وبعد جريمة القتل أعاد أحد المشاركين فيها سيارة الضحية إلى متجر سيارات، كان عبدالعزيز اشتراها منه، مدعياً أنه صاحبها بعد استخدامه هوية عبدالعزيز، مدعياً أنه بحاجة للمال، فدفع الوكيل 10 آلاف دولار.
واعترف اليوسف أمام هيئة المحلفين بأنه شارك فقط في حمل الجثة والتخلص منها في موقع لجمع النفايات في مدينة دنفر الأمريكية، ثم تقمص شخصية الضحية، وذهب إلى المصرف وسحب 20 ألف دولار، كان الضحية يضعها باسمه لغرض التكفل بمصاريفه الدراسية.