أصدر قاض أمريكي بمحكمة دنفر حكمًا في قضية مقتل السعودي عبد العزيز الكوهجي، التي تعود لعام 2003، قد يتسبب في قلب القضية برمتها رأسًا على عقب. فطبقًا لتقرير نشرته صحيفة "دنفر بوست" الأمريكية وترجمته "عاجل"، قال القاضي الفيدرالي ريتشارد ب. ماتش، إنه خلص إلى أن رجال المباحث فشلوا في تقديم المشورة بشكل كاف للسعودي نايف اليوسف، حيث لم يعرفوه بأن من حقه التزام الصمت وعدم الكلام بعد القبض عليه. وأوضح القاضي الأمريكي أن الإدانات التي وجهتها المحكمة إلى اليوسف بارتكابه جناية القتل، وإخفاء وفاة الكوهجي، كانت بناءً على اعترافات تم الحصول عليها بشكل غير دستوري من اليوسف. كانت محكمة دنفر أصدرت عام 2003 حكمًا بالسجن المؤبد بحق المتهم اليوسف، الذي كان يبلغ عمره حينها 24 عامًا، بتهمة قتل زميله وصديقه الكوهجي (22 عامًا) الشهير لدى أصدقائه باسم عزيز، كما أدانت المحكمة الأمريكية اليوسف بتهمة السطو وسرقة حساب الضحية البنكي، لكنها برأته من تهم أخرى من بينها التآمر لارتكاب جريمة قتل. وشارك في جريمة القتل والسرقة شابان سعوديان، إضافة إلى اليوسف وهما طارق السويدي الذي كان يبلغ من العمر 22 عامًا حينها، ومشعل السويدي (30 عامًا)، إلا أنهما تمكنا من الفرار من الولاياتالمتحدة قبل أن يقبض على نايف اليوسف الذي كان يتهيأ للهروب، ثم تنازل أولياء الدم عن حقهم الشرعي في حكم القصاص الذي صدر على مشعل السويدي وطارق الدوسري، وخرجا من سجن الدمام مطلع عام 2005. وفي السابق ذاته، رفض المتهمان الدوسري والسويدي بعض ما نقل لهما من اعترافات اليوسف في الولاياتالمتحدة، من أنهما قاما بتنفيذ الجريمة، وأن دوره في الحادثة ثانوي ولم يشارك في قتل الضحية (الكوهجي) بيده، وعلقا على اعترافات اليوسف معتبرين أنها محاولة لتبرئة نفسه وإلقاء التهمة عليهما. يُشار إلى أن والد اليوسف، ذكر أن محامي ابنه السابق أثبت للمحكمة أن ابنه نايف لم يكن يجيد الإنجليزية حين أقر ووقع على ما اعترف به أمام الشرطة الأمريكية، وقدم خلال التحقيقات روايات متضاربة كانت تقوده إلى الإدانة أكثر منها إلى البراءة، أبرزها أنه شارك في الجريمة خوفاً من انتقام زميليه اللذين فرا إلى المملكة. وعلى هذا الأساس، قام والد المتهم بتوكيل محاميًا أمريكيًا للترافع عن ابنه، الذي يواصل دراسته إدارة الأعمال من داخل سجنه.