توفى بعد ظهر اليوم الجمعة في الاحساء السفير الشيخ أحمد بن علي المبارك، الذي نال درع التكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 1423ه عندما كان يحفظه الله وليا للعهد ، ضمن احتفالية الجنادرية. وسوف يصلى على السفير المبارك بعد عصر غدا- السبت - في الاحساء , ويعد الشيخ احمد المبارك واحد من جيل الرواد الذين حفروا بصبر ومثابرة طريقاً نحو عالم مختلف. وقد درس في الجامع الازهر وعمل في سلك التعليمفكان اول مدير للتعليم في جدة , ثم انتقل الى وزارة الخارجية، ليمارس العمل في الحقل الدبلوماسي سفيراً لبلاده في العديد من الدول العربية والافريقية،وشغل منصب رئيس للدائرة الاسلامية في الخارجية , وانتهى به المطاف من جديد بعد أربعين عاماً في العمل الدبلوماسي، في ربى الاحساء يعيد ترتيب مشاغله الادبية. فكانت (أحدية المبارك) أول وأهم الانجازات التي حققها، والتي استضاف فيها كبار الشخصيات الادبية والشعرية، ولاقت الامسية اقبالاً كبيرا ً في منطقة الاحساء ،. وقد ولد الشيخ احمد بن علي المبارك في الهفوفبالأحساء ( 1337ه (1916م) , ودرس درس الفقه والحديث والنحو والصرف والأدب والتاريخ على والده وعدد من مشائخ الأحساء. ودرس في بغداد ثم الازهرحيث كتب له والده الشيخ علي بن عبد الرحمن المبارك (المتوفى سنة 1362ه، 1941م) كتاباً للملك عبد العزيز في الرياض يلتمس منه ابتعاث ولده احمد المبارك الى القاهرة للدراسة في الجامع الأزهر.. وقد تم له ما أراد، حيث انتظم المبارك في الدراسة في الأزهر وتدرج في دراسته الإعدادية والثانوية، ثم التحق بكلية اللغة العربية وحصل منها على ليسانس في اللغة العربية وآدابها، سنة 1949، ثم التحق بجامعة عين شمس وحصل منها على دبلوم في التربية وعلم النفس من معهد التربية العالي عام 1951 , بعد عودته للمملكة التحق في العام 1952 بمديرية المعارف العامة وكانت اول وظيفة له مفتشاً عاماً للمدارس الأبتدائية والثانوية. وبعد عام تم تعيينة معتمداً للمعارف في منطقة جدة ورابغ، وبعد أن تحولت المعارف الى وزارة أصبح مسمى وظيفته مديراً عاماً للتعليم في منطقة جدة. وفي 1954 نقلت خدماته لوزارة الخارجية، وعين بها مديرا للادارة الثقافية والصحية , و في 1955 انتقل للعمل في سفارة المملكة لدى الأردن ثم عمل في سفارة بلاده لدى الكويت. ثم أعيد ليعمل في وزارة الخارجيه برتبة مستشار ومدير لإدارة الصحافة والنشر , وفي 1962 عمل قنصلا للمملكة في مدينة البصرة بالعراق, ثم عين قائما بالأعمال في (اكرا) عاصمة دولة غانا , وفي عام 1970 عين سفيرا في قطر بعد استقلالها فكان أول سفير للمملكة فيها , عاد بعدها لوزارة الخارجية وعين مديرا للإدارة الاسلامية بالوزارة وممثلا للمملكة في منظمة وزراء خارجية الدول الاسلامية. واستمر بها الى ان انتهت خدماته عام 1994, ورحمه الله كان عضوا في الغديدي من الجمعيات والروابط الادبية والثقافية , وله العديد من المؤلفات والإصدارات منها : رسائل في المودة والعتاب والاعتذار, الأحساء ماضيها وحاضرها, علماء الاحساء ومكانتهم العلمية والادبية, عبقرية الملك الراحل عبد العزيز, سوانح الفكر .. مقالات في الفكر والحياة والمجتمع, «في بداية الطريق» , وهو كتاب عن رحلته في طلب العلم. وكتاب آخر عن حياته العلمية سماه «في منتصف الطريق» , تأملات في الحياة والناس مجموعة خواطر نشر بعض منها في الصحف والمجلات , "الدوله العثمانية معطياتها وأسباب سقوطها", بالاضافة الى ديوان شعر. و"سبق" تتقدم بالتعزية لجميع اسرة ال مبارك , والى فضيلة الشيخ قيس ال مبارك "عضو هيئة كبار العلماء" في وفاة عمه السفير احمد بن علي المبارك, تغمده الله في واسع رحمته.