أثار مفهوم الجنون، المداخلات في مقهى بارق الثقافي، وتحول الجنون فقهياً، وثقافياً، ونمطياً ومناطقياً، وحملت المداخلات هل الجنون فقد العقل أو هو إقصاء للثقافة. جاء ذلك خلال الأمسية الثالثة التي أقامها مقهى بارق الثقافي، والتي استضاف فيها رئيس نادي أبها الأدبي ورئيس جائزة أبها للثقافة وأستاذ النقد الثقافي بجامعة الملك خالد، الدكتور أحمد آل مريع، في أمسية بعنوان (المؤسسة والجنون الحضور الفيزيائي والغياب الثقافي الأدب أنموذجاً).
وقد حظيت الأمسية بحضور ثقافي نخبوي وشعبوي، كما حفلت الأمسية بالكثير من المداخلات والأسئلة، أبرزها مداخلة الدكتور الكحلاوي.
تساءل "الكحلاوي": هل الإقصاء الثقافي للجنون هو امتداد للإقصاء الفقهي للجنون حينما رُفع القلم عن المجنون؟ كما تساءل الدكتور طاهر الجنابي لماذا ينم تعريف الجنون انطلاقاً من مفهوم العقل؟
وسأل أحمد آل السادة عن الإقصاء الذي يُمارس ضد العقلاء، إذا عرفنا أن المجانين هم خارج المألوف، فيما علق إدريس البارقي: العقل له أكثر من تعريف، ولم يتوصل لتعريف واحد، فكيف بمكن أن يكون هناك تعريف للجنون، طالما العقل لم يُعرف.
أحمد السادة: المجنون إذا أقصي فلأنه بلا عقل، لكن العاقل من المسؤول عن إقصائه؟ من المسؤول عن اقصاء تهامة من خارطة الثقافة في المنطقة فيما علق الحفظي شارع تعريف الجنون على ماذا يرتكز هل يتم تعريفه انطلاقاً من معنى العقل أما الشاعر محمد البارقي فتساءل: لماذا في الثقافة العربية يكون للمجنون أسماء نمطية مثل دندن.. جعيفران.
بهلول: ما مدى صحة المقولة: (خذوا الحكمة من أفواه المجانين) هل الجنون في الرواية السياسية وسيلة لتمرير وسائل محظورة. هل الجنون شكل من أشكال الحرية، هل الجنون هو فقدان العقل أم الخروج عن السائد والمألوف أليس صحيحاً أن الجنون موازٍ إلى حدٍ ما للعبقرية.
الجدير بالذكر أن هذه الدراسة عن الجنون، سترى النور في القريب العاجل، من خلال منشورات مكتبة العبيكان.