شيعَ جموع من المُصلين اليوم بعد صلاة الظهر بجامع الدعوة بقيا بلحارث جنوبالطائف، العريف "نواف بن سعد بن مبارك الحارثي" من قرية الشعبة، ومن منسوبي دوريات الأمن بالمحافظة، بعد أن لقي حتفه في حادث مروري أليم فجر اليوم، عند ارتطامه بشاحنة نقل مُعدات على طريق الجنوب، وذلك أثناء توجهه لعمله بزيه الرسمي. والعريف "الحارثي" هو أحد منسوبي فرقة سند التابعة لمهمات دوريات الأمن بالطائف، حيث بلغت خدمته في العمل الأمني قرابة 12عاماً، ويقطع خلالها مسافة تزيد عن 80 كيلومتراً، ويستحق رتبة وكيل رقيب منذُ شهرين، حيث كان مُخلصاً لعمله وأميناً في مهامه، وعُرفَ بتفانيه وإنجازاته الأمنية التي حصل من خلالها على عديد من خطابات الشكر من مرؤوسيه، بعد مُساهمته في ضبط عديد من القضايا من أبرزها ما يتعلق بالمخدرات ومحاربته لها.
"الحارثي" ترك خلفه ثلاث من البنات، أكبرهُن في الصف الأول الابتدائي، وأصغرهن يبلغ عمرها تسعة أشهر، فيما كان يُشرف على رعاية والديه اللذين يُعانيان المرض، ويحتاجان للرعاية الكاملة والعلاج، بمراكز مُتقدمة.
وقد خيمَ الحزن على منسوبي دوريات الأمن بالطائف، حيث حضر عديد من زملائه تشييعه اليوم، وكان في مقدمتهم رئيس المهمات والسرية النقيب سالم الطويرقي، حيث يتقبل العزاء بمنزل والده بالشعبة في قيا بلحارث جنوبالطائف.
وكان الشاب قد لقي حتفه صباح هذا اليوم بطريق الجنوب السريع، بجوار يوتيرن محطة المالكي.
وكان الشاب نواف بن سعد الحارثي، قادماً من قيا بلحارث جنوباً متجهاً لعمله بأحد القطاعات الأمنية "الدوريات" بالطائف، حينما تفاجأ بشاحنة كبيرة "لوبد" والتي تنقل المعدات، في محطة المالكي، فالتحم بها بمركبته من نوع فورد، حينها نُقلَ قائدها لمستشفى قيا العام عن طريق الهلال الأحمر، ووافته المنية بعدها بساعات.
ويأتي هذا الحادث كغيره من الحوادث، التي تقع في التقاطع نفسه، بشكل يومي وسط مناشدات من المواطنين وعابري طريق، بإيجاد حل عاجل جذري لهذه المجزرة، كما أسموها.