لليوم الثاني على التوالي، توسعت عمليات إغلاق المجال الجوي وإلغاء آلاف الرحلات الجوية التجارية في عدد من الدول الأوربية جراء غيمة الغبار البركاني الناجمة عن ثوران بركان في آيسلندا، مما تسبب في شلل لحركة الملاحة الجوية يكبدها أكثر من 200 مليون دولار (147,3 مليون يورو) في اليوم، وفقا لتقديرات الجمعية الدولية للنقل الجوي (إياتا). وقالت هيئة مراقبة الطيران الجوي الأوربية إنها تتوقع استمرار حالة الارتباك في الرحلات الجوية لمدة أربع وعشرين ساعة أخرى على الأقل. وذكرت الهيئة في بيان أنها تتوقع تسيير نحو 11 ألف رحلة في المجال الجوي الأوربي يوم الجمعة بدلا من 28 ألفا في العادة. وذكرت أن عدد الرحلات بلغ يوم الخميس 20334 رحلة. ووصل عدد الرحلات التي ألغيت في أنحاء أوربا الجمعة إلى نحو 17 ألف رحلة جوية، في حين تم تمديد إغلاق المجال الجوي البريطاني إلى الساعة الواحدة ظهراً بحسب توقيت جرينيتش. كما واصلت كل من فرنسا وفنلندا وألمانيا والدانمارك وإسبانيا ولاتفيا وليتوانيا وهولندا وبلجيكا إغلاق عشرات المطارات منذ يوم الخميس أمام رحلات الطيران. وانضمت إليها اليوم الجمعة دول وسط وجنوب أوربا كالنمسا وسلوفاكيا وبولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر, فيما أغلقت سويسرا ورومانيا وبلغاريا مطارات عواصمها حتى يوم السبت. في المقابل أعادت كل من أيرلندا والسويد والنرويج الحياة جزئيا إلى الحركة الجوية في بعض مطاراتها. وأدى إغلاق المطارات إلى إرباك حركة زعماء ومسؤولين كبار كالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي اضطرت أثناء عودتها من الولاياتالمتحدة إلى الهبوط في مطار العاصمة البرتغالية لشبونة. كما تأثرت بسحابة الرماد البركاني ترتيبات جنازة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي الذي قتل السبت الماضي بتحطم طائرته ومن المفترض أن يدفن بمدينة كراكوف جنوبي البلاد الأحد. وأدى إلغاء هذا العدد الهائل من الرحلات بين الدول الأوربية وعبر الأطلسي إلى تقطع السبل بآلاف المسافرين. ووصف خبراء ملاحة أن هذا الإرباك في الرحلات هو الأسوأ على الإطلاق. وأدى إلغاء الرحلات الجوية إلى زيادة الضغط على الفنادق ورحلات القطارات حيث أشارت متحدثة باسم هيئة السكك الحديدية الهولندية إلى وضع رحلات إضافية على جدول السكك الحديدية في البلاد. وقالت منظمة السلامة الجوية الأوربية إن تعطل الرحلات الجوية وهو الأكبر في تاريخ المنطقة قد يستمر يومين آخرين. وقال أحد علماء البراكين البارزين إن الرماد قد يسبب مشاكل على فترات متقطعة للطيران على مدى ستة أشهر إذا استمرت ثورة البركان.