قالت هيئة مراقبة الطيران الأوروبية امس إن رحلات الطيران ستظل معطلة بسبب سحابة من الرماد البركاني الناجمة عن بركان أيسلندا لأربع وعشرين ساعة مقبلة على الأقل. وأضافت أنه لن تقلع أي طائرات ركاب أو تهبط في معظم شمال ووسط أوروبا إلا أن رحلات جوية تنظم في جنوب أوروبا بما في ذلك اسبانياوجنوب منطقة البلقان وجنوب إيطاليا وبلغاريا واليونان وتركيا. وتابعت ان من المتوقع أن تحلق ستة آلاف رحلة طيران في الأجواء الأوروبية السبت مقارنة مع 22 ألف رحلة في العادة. واستطردت في بيان "تشير التوقعات إلى أن سحابة الرماد البركاني ستستمر وأن أثرها سيستمر لأربع وعشرين ساعة مقبلة على الأقل." وامتدت سحابة ضخمة من الغبار الناجم عن بركان في ايسلندا عبر اوروبا الجمعة مما أدى إلى ارتباك الرحلات الجوية على نطاق لم يحدث منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول وتكليف شركات الطيران مئات الملايين من الدولارات. وقال مسؤولو الملاحة الجوية ان من المتوقع حدوث تعطل كبير في حركة الطيران في اوروبا بسبب الاخطار التي يمثلها الغبار البركاني القادم من ايسلندا. وظلت مطارات في اجزاء كثيرة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا مغلقة ومن المتوقع ان تتوقف الطائرات عن الاقلاع في المجر واجزاء من رومانيا. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية(البنتاغون) ان الجيش الامريكي اضطر الى اعادة تغيير مسار رحلات جوية كثيرة بما في ذلك رحلات نقل الجرحى من افغانستان والعراق. وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) ان التعطل الناجم عن انبعاث الغبار البركاني في ايسلندا يكلف شركات الطيران اكثر من 200 مليون دولار يوميا. واضاف الاتحاد في بيان "بالنظر الى مستويات التعطل الراهنة فان التقديرات الاولية والمعتدلة للاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) تشير الى ان التأثير المالي على شركات الطيران يتجاوز 200 مليون دولار يوميا كإيرادات مفقودة." ويقول علماء البراكين إن الغبار البركاني قد يسبب مشكلات لحركة النقل الجوي لمدة قد تصل إلى ستة أشهر إذا استمر ثوران البركان ولكن حتى إذا كان الثوران قصير الأجل فإن الآثار المالية على شركات الطيران قد تكون كبيرة. وتأثرت أسهم شركات الطيران الجمعة بسبب التداعيات الناجمة عن توقف حركة الطيران حيث هبطت اسهم لوفتهانزا وشركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش ايروايز) وطيران برلين واير فرنس وريانير بنسب تتراوح بين 1.4 و3.0 في المئة. وذكرت الخطوط الجوية الايرلندية (ريان اير) وهي اكبر شركة طيران منخفضة التكاليف في اوروبا انها ستلغي الرحلات من والى دول شمال اوروبا حتى الساعة 1200 بتوقيت غرينتش يوم الاثنين. وقال مسؤولو طيران ان المجالات الجوية فوق انجلترا وويلز والمانيا وشمال فرنسا ستظل مغلقة حتى صباح السبت على الاقل. وقال ديفيد كاستيلفيتر المتحدث باسم اتحاد النقل الجوي وهي مجموعة تجارية امريكية ان الخطوط الجوية الأمريكية الغت 170 رحلة على الاقل إلى اوروبا ومنها. وقال دوغلاس مكنيل المحلل المتخصص في النقل الجوي إن إلغاء الرحلات الجوية سيكلف شركات مثل الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش ايروايز) ولوفتهانزا حوالي عشرة ملايين جنيه (16.04 مليون دولار) في اليوم. وقال لتلفزيون بي بي سي "خسارة ذلك المبلغ من المال ليس أمرا سارا بالتأكيد ولكن أهميته التجارية محدودة أيضا." ومضى يقول " والاستمرار ليومين على هذا النحو لن يعني الكثير. ولكن الأمر يختلف إذا استمر لأسابيع." وقال محللون ان شركة ايربور دي باري التي تدير المطارات الخاضعة لسيطرة الدولة في فرنسا تواجه خسائر بنحو خمسة ملايين يورو او اكثر يوميا. وقال جو سولطانا رئيس عمليات الشبكة في المنظمة الاوروبية لسلامة الملاحة الجوية (يوروكنترول) ان الوضع لم يسبق له مثيل. وقال "ندرك التأثير الاقتصادي على كل من شركات الطيران والاقتصاد الاوروبي بوجه عام لكن السلامة تأتي اولا." وبدأ البركان ثورته يوم الأربعاء للمرة الثانية خلال شهر من تحت النهر الجليدي ايافيالايوكول. وتسببت تلك الثورة في تصاعد الغبار البركاني لارتفاع بين ستة كيلومترات و11 كيلومترا في الجو. وقال مسؤولون إن البركان لا يزال يلقي بحممه وسوف يستمر الغبار في التصاعد في سموات أوروبا رغم أن ثوران البركان قد يهدأ في الأيام القادمة. ويحتوي الغبار البركاني على جسيمات ضئيلة من الزجاج والصخور المفتتة التي يمكن ان تتلف محركات الطائرات وهياكلها. وعلاوة على المشكلات في النقل الجوي حذر مسؤولو صحة من أن الغبار البركاني قد يكون ضارا أيضا بالنسبة لمن يعانون من مشكلات في التنفس. وكانت محركات طائرة تابعة لشركة بريتيش ايروايز توقفت عن العمل عام 1982 عندما حلقت في سحابة غبار فوق إندونيسيا وانزلقت باتجاه الأرض قبل أن تتمكن من تشغيل محركاتها مرة أخرى. ودفع هذا الحادث الشركات العاملة في صناعة الطائرات إلى إعادة التفكير في الاستعدادت للتعامل مع سحب الغبار البركاني. وفي بروكسل قال مسؤولو هيئة مراقبة الطيران الأوروبية في مؤتمر صحفي إن ما يقرب من 12 إلى 13 ألف رحلة جوية ستطير على الارجح في سماء القارة الأوروبية الجمعة مقارنة بحوالي 29500 رحلة جوية في الظروف العادية. ومن المتوقع أن تمتد سحابة الغبار البركانيجنوبا وشرقا. وقال مسؤول في المنظمة العالمية للارصاد الجوية انه من المستحيل تحديد موعد استئناف الرحلات الجوية. وقال سيلا سيلايو وهو خبير كبير في وحدة الارصاد الجوية الخاصة بالطيران التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية "يمكننا التكهن بالوقت الذي ستسأنف فيه الرحلات الجوية بعد أن يتوقف ثوران البركان ولكن مادام الثوران مستمرا ولا يزال يؤدي إلى ثوران كبير فلا يمكننا أن نعرف." وقال مسؤولون بولنديون ان جنازة الرئيس ليخ كاتشينسكي وزوجته المقررة اليوم ستمضي قدما كما هو مقرر لها. وكان الرئيس البولندي وزوجته قتلا في تحطم طائرة السبت الماضي. واتجهت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي كانت عائدة من زيارة للولايات المتحدة إلى البرتغال ومن المتوقع ان تمضي الليل في لشبونة. ولكن مشكلات النقل الجوي كانت نعمة لشركات نقل أخرى. وعملت جميع قطارات شركة يوروستار التي تربط بريطانيا وأوروبا وعددها 58 قطارا بكامل طاقتها لتنقل حوالي 46500 راكب وقالت متحدثة باسم الشركة إنهم قد يفكرون في إضافة خطوط أخرى. وقالت شركة أديسون لي لسيارات الأجرة في لندن إنها تلقت طلبات لرحلات إلى باريس وميلانو وزوريخ وسالزبورغ في النمسا. راكب تقطعت به السبل في مطار برلين وقد خلا من الركاب بعد إلغاء جميع الرحلات بسبب غمامة الرماد البركاني (رويترز) سحابة من الدخان فوق بركان آيسلندا الذي استمر في نفث الدخان والرماد (أ ف ب)