شكا أهالي حي العدل، من مخاطر العبّارة التي تتوسط حيهم، وتهدد قرابة ألف أسرة، مشيرين إلى أنهم كانوا ضحايا التصريف الخاطئ لمياه الأمطار "المياه المنقولة"، والذي ما زال متواصلاً حتى الآن. وأبدى الأهالي خشيتهم من أن هذه العبّارة تجلب مياهاً ملوثة ومحملة بالباعوض الذي يتكاثر في الحفرة التي سببتها العبّارة والتي يتجاوز عمقها خمسة أمتار، وذلك على الرغم من سقوط الأمطار يوم الخميس الماضي.
وقال محمد العرياني مضار: "هذه العبّارة وتصريفها الخاطئ لمياه الأمطار أسهمت في نقل المياه وتجميعها داخل الحي، ولم يكن الأمر مثل بقيّة العبّارات التي تصرف المياه إلى خارج النطاق المعماري".
وأضاف: "هذا الحي آهل بالسكان ويشهد خروج ودخول الطلاب الذين أصبحوا عرضة للموت والغرق في أي لحظة بسبب الخطر الذي سببته هذه العبارة، فضلاً عن تكاثر أنواع البعوض".
وأشار إلى عدم التفات أمانة محافظة جدة، التي أوكلت الدولة إليها مهمة الحفاظ على نظافة وتنظيم الأحياء، إلى ضرورة الحفاظ على وضع الحي وتطوره ونهضته.
وأردف المواطن: "على الرغم من توقف هطول الأمطار منذ ثلاثة أيام إلا أن نقل المياه الملوثة إلى الحي، ما زال متواصلاً بسبب ركودها الذي يهددنا بالأمراض والأوبئة".
ودعا الجهات المعنية إلى التوجه السريع وإيجاد حل وسد الحفرة تماماً لأنها تتوسط الحي وتصرف المياه في مخارج ومداخل الحي مما يعيق الحركة بالكامل.
وتساءل المواطن الشاكي: "أين ذهب التخطيط السليم في التصريف الناجح للأمطار ودرء مخاطرها؟".
إلى ذلك قال أحد سكان الحي يدعى محمد العواجي: "عبّارة الموت والمرض تلك عانى منها سكان الحي كثيراً، فرغم مخاطباتنا المتواصلة لأمانة محافظة جدة من أجل ردمها وإلغائها تماماً، إلا أنها ما زالت كما هي".
وأضاف: "العبّارة كانت في السابق مغلقة، وكانت الحياة تسير في الحي من دون مخاطر، لكن بعد فتحها دون لتصريف مياه الأمطار داخل الحي وليس خارجه، بدأت المخاوف تظهر".
وأردف: "مثل هذا التصريف الخاطئ لمياه الأمطار قد يسبب ركود المياه لفترة طويلة؛ بسبب عدم تساوي طرق الحي إلى جانب تواجد الحفر، والطريق الموصل إلى العبّارة يعاني من عدم السفلتة، ولا يلتفت أحد من المسؤولين إلى ذلك رغم أن الطريق يستخدمه الأهالي في تحركاتهم".
بدوره، ناشد مدير مدرسة علي بن أبي طالب الابتدائية، بلال الزهراني، أمانة محافظة جدة، سرعة إغلاق العبّارة التي تبعد عن مدرسته 200 متر والتي أسماها ب"فخ الموت" المنصوب لطلابه الذين يتجاوز عددهم 455 طالباً.
وأشار إلى أن مدرسة الفضل بن العباس التي يبلغ عدد طلابها 160 طالباً تجاور مدرسته، وأكد أن الخطر يحدق بالطلاب الذين يخوضون موسم الاختبارات.
وقال: "هناك مخاطبات للدفاع المدني وأمانة جدة، إلا أن الأول تحدث عن بعد العبّارة عن المدرسة وذلك على الرغم من مجيء بعض الطلاب بل غالبيتهم على أقدامهم لأنهم من أبناء الحي.. فلماذا الإصرار على إبقاء خطرٍ كهذا وعدم النظر لإزالته حفاظاً على سلامة جيل المستقبل ورجال الغد؟".
وقال المواطن مهل البقمي من سكان حي العدل المتضرر بالعبّارة: "لا شك أن السكوت على مثل هذا الخطأ الذي يهدد أرواحنا وأرواح أبنائنا مشكلة جسيمة؛ فالحي النظيف يحتاج إلى التخطيط السليم، ولا بد من إلغاء هذه العبّارة التي لا تدرأ مياه الأمطار، بل تسبب الكوارث والموت والأمراض جراء المياه التي تنقلها والمحملة بالحشرات والبعوض".
وأوصى بضرورة الإسراع بإلغائها أو حتى ردمها إذا كان من الصعب إزالتها، موجهاً حديثه للأمانة التي تتولى مسؤولية النظافة والتنظيم في الأحياء.