تحمّل منتسبو ثانوية الملك خالد بخميس مشيط، مسؤولية علاج أحد الطلاب المقيمين، على نفقتهم الخاصة، بعدما لمسوا أن ظروفه الصحية والأسرية صعبة. وتكفل منتسبو المدرسة بمتابعة حالة الطالب المقيم خلال فترة تنويمه وعلاجه حتى خروجه من المستشفى ونقله إلى منزله.
وقال المرشد الطلابي بالمدرسة ظافر بن علي بالعلا: "لاحظت تدهور الحالة الصحية لأحد الطلاب المقيمين من جنسية أفريقية خلال العام الدراسي الماضي، عندما كان يدرس بالصف الأول ثانوي بالمدرسة، وتابعته بشكل دقيق مع مطلع العام الدراسي الجاري، وتبين أنه مصاب بمرض" الأنيميا المنجلية" منذ الصغر".
وأضاف: "مدير المدرسة علي بن عوض القحطاني استنفر كل القوى الرسمية لإرسال خطابات إلى الجهات الصحية بالمحافظة لاستقبال الطالب وعلاجه، إلا أن جميع المحاولات انتهت بالفشل، مما جعل إدارة المدرسة ومنتسبيها يبحثون عن طرق لعلاج الطالب، وتوصلنا إلى قرار بأن يتم علاجه على حسابنا الخاص في أحد المستشفيات الخاصة بالمحافظة".
وأردف: "المؤشرات الأولى بدت رائعة حيث تقدم معلمو المدرسة بمبادرات جيدة وقدموا تضحيات كبيرة لدرجة أن بعضهم قرر أن يقدم دمه وليس فقط ماله".
وتابع "بالعلا" : "بحكم موقعي نسّقت مع أسرة الطالب، وبذلت جهداً خارج وقت الدوام الرسمي في تقديم التقارير الطبية إلى مستشفى الحياة الوطني بالمحافظة، وحرصت على الوقوف مع الطالب وأسرته في مرحلة إجراء التشخيص والتنويم، بعد أن جمعنا المبلغ المالي المناسب للعلاج، وقد تكفل المعلمان محمد بن علي البسامي، وأحمد بن مصلح الشمراني بإعطاء الطالب ما يحتاج إليه من الدم وأصرا على البقاء بجواره ا بالمستشفى خلال فترة العلاج".
وقال المرشد الطلابي: "تم إجراء تحاليل كاملة لدم الطالب في وجود عدد من منتسبي المدرسة، بينما كان والده غائباً خارج المنطقة، وبعد الفحص أظهر التشخيص أنه يعاني "هبوطاً حاداً" في نسبة "الهيموجلبين"، وتبين أنه من الضروري إدخاله إلى قسم التنويم بشكل عاجل".
وبالفعل تم تنويم الطالب تحت مسؤولية المرشد الطلابي، وحضر المتبرعان ومدير المدرسة، وجرى سحب الدم الكافي من المعلميْن وحقن الطالب به في حضور والدته، مما أدى إلى تحسن حالته.
وبدوره قرر المدير الطبي في المستشفى علي بن علي القحطاني خصم نسبة 50 % من قيمة العلاج.
وقال المدير العام للتربية والتعليم في منطقة عسير بالنيابة محمد عريدان: "ما أقدم عليه منتسبو هذه المدرسة يعتبر تجسيداً واضحاً للأبوة الصادقة، والتربية الحقة".
وأضاف: "المدرسة تؤدي دورها بشكل يتكامل مع أدوار بقية الجهات وترعى الطلاب بشكل شامل من جميع النواحي التربوية، التعليمية، الصحية، الاجتماعية والنفسية، وأشكر منتسبي المدرسة سواء الإدارة أو المعلمين أو الطلاب، وسنكرّم من قاموا بهذا العمل النبيل".