أكدت دراسة سعودية حديثة على أهمية الإعداد الجيد للبرامج الرياضية، وأهمية توعية المهتمين بالمجال الرياضي بالأنظمة والقوانين واللوائح التي تحدد النتائج المترتبة على كل سلوك إيجابي أو سلبي؛ مما يسهم في زيادة الوعي بالأنظمة ومحاربة التعصب الرياضي المبني على الجهل بالأنظمة والقوانين. وشددت الدراسة على أن العناية بالمادة الإعلامية قبل الخروج عبر وسائل الإعلام من أهم العناصر التي تسهم في نبذ التعصب.
ونوَّه معدّ الدراسة عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد بن علي العتيق، بأن الرياضة تشكل جزءاً مهماً في الحياة الاجتماعية المعاصرة، وأصبحت ظاهرة اجتماعية تشغل حيزاً كبيراً من الإعلام المقروء والمسموع والمرئي والوسائل الإلكترونية، حتى أصبحت الرياضة إحدى الظواهر البارزة في المجتمع، مشيراً إلى أهمية غرس أسلوب الحوار بين الرياضيين والإعلاميين والجماهير والمتخصصين، حيث يعد الحوار معهم أحد مصادر نبذ التعصب.
ونصحت الدراسة بأنه "متى التزم المتحاورون بقواعد الحوار وفنونه، فإن ذلك سيكون له الأثر الإيجابي الواضح والبعد والتعصب وقبول وجهات النظر لدى الآخرين؛ مما يؤدي إلى مجتمع رياضي صحي وسليم".
واقترح بهذا الصدد إظهار التعصب الرياضي بأنه خروج عن حدود الآداب والأخلاق العامة في المجتمع، مع البعد عن التحيز وأثره السلبي على الرأي العام والمشجع الرياضي؛ مما يتطلب ثقافة عالية، ووعياً بالأمور التي تؤدي إلى إثارة الآخرين.
ولفت الباحث العتيق الاهتمام إلى "أن ما يتم زرعه في الناشئة من خلال ما يقدم في وسائل الإعلام أو تصرفات المنتسبين إلى الحقل الرياضي، أو حتى الوالدين، أو البيئة المحيطة به، له الأثر الكبير على سلوك الفرد وشخصيته مستقبلاً".
وطالب الدكتور العتيق بنشر الوعي بأهمية التمسك بالقيم والثوابت التي يقوم عليها المجتمع السعودي التي منبعها الدين الحنيف، مشيراً إلى أن القدوة في المجتمع الرياضي لها الأثر الكبير في التوجيه والإرشاد؛ مما يحدث أثراً إيجابياً واضحاً في الفئات المستهدفة.
وأهاب الباحث بتضافر الجهود لمراقبة وتوجيه كل السلوكيات والأقوال المقدمة إلى الناشئة لحمايتهم من الآثار السلبية للتعصب الرياضي، معتبراً أن عملية التنشئة الاجتماعية تنبع من الدور الذي تقوم به الأسرة والمدرسة والأصدقاء والإعلام، فجميع العناصر المجتمعة لها الدور الأكبر في التأثير على الناشئة.
يشار بأن الدراسة التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية "واس" جاءت في كتاب بعنوان "التعصب الرياضي.. أسبابه وآثاره وسبل معالجته بالحوار"، من ضمن إصدارات السلسلة الخامسة عشرة من سلسلة رسائل في الحوار لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.