يشكو أهالي محافظة الحرث من ضعف أداء مستشفى الخوبة العام وقلة إمكاناته، على الرغم من حاجتهم الماسة لكل التخصصات، وقالوا إنهم منذ ثلاث سنوات يرفعون شكواهم بعد عودتهم إلى المحافظة عقب أحداث الحد الجنوبي. وأضافوا أن تلك السنوات مرت وهم يترقبون تجهيز المستشفى لتقديم خدماته، لا كما هو عليه الآن.
وتساءل رئيس المجلس البلدي أحمد محمد معبوش هزازي: "حتامَ تستمر معاناة أهالي محافظة الخوبة من قلة خدمات المستشفى وعدم تشغيل مركز الكلى الواقع داخل سور مبنى المستشفى؟".
وقال: "كأن الواقع يحكي حالة مخاض تعيشها صحة جازان لعدة سنوات مع مستشفى الخوبة العام، الذي لم ير النور بعد، ولم نر المأمول منه برغم وجود معدات وأجهزة متطورة من أحدث ما توصلت إليه التقنية".
وأضاف: "الأمل كبير بعد الله في مدير الشؤون الصحية بجازان الدكتور مبارك العسيري؛ لما تشهده المنطقة من تغير ملحوظ بعد توليه مركزه، ولما له من تاريخ مشرف في إدارته السابقة بعسير".
وقال المواطن محمد الكعبي: "أقرب مستشفى من الخوبة على بعد 40 كيلومتراً في المحافظات المجاورة، كمستشفى صامطة العام، ومستشفى أحد المسارحة العام، وهذا يعني مكابدة المريض لمشاق الطريق، خاصة في الحالات الطارئة، وقد يوافي صاحبها الأجل وهو في الطريق".
وذكر يحيى عياشي مجرشي: "المريض عندما يصل إلى المستشفى في حالة خطيرة تستدعي التنويم يقوم المنسق في المستشفى بالبحث عن كرسي تنويم للمريض، فيتصل بمستشفيات أخرى في المنطقة".
وأضاف: "يستغرق ذلك وقتاً طويلاً يكون المريض فيه بأمس الحاجة لتلقي العلاج اللازم، لكن المريض يبقى منتظراً لساعات طويلة، إلى أن يتسنى إيجاد كرسي له في أحد مستشفيات المنطقة، ومن ثم يتم نقله بعد جهد جهيد، هذا إذا بقي على قيد الحياة خلال فترة انتظار قد تصل إلى نهار كامل".
وتجولت "سبق" داخل المستشفى لتكتشف أنه يجلب الدم من المستشفيات الأخرى بالمنطقة، وتوضع أكياس الدم في ثلاجة المختبر، لعدم وجود الكثير من الأجهزة الخاصة ببنك الدم.
وأثناء الجولة وجدت في قسم "التنويم رجال" ست حالات فقط، جميعهم مصابون بأعيرة نارية ماعدا مسناً يتلقى علاجات مسكنة لا أكثر، ولعدم توفر الإمكانات بالمستشفى لإجراء عمليات لاستخراج الطلقات من أجسادهم، فقد أمضى معظمهم أكثر من ثلاثة أشهر وهم بانتظار تحويلهم لمستشفى آخر لإجراء تلك العمليات.
ولوحظ من خلال الجولة أن المستشفى يتطلب عدداً لا يقل عن خمسة أطباء طوارئ في أقسام مختلفة، وبحاجة إلى استشاريين وأطباء في الجلدية والعيون والأنف والأذن الحنجرة والتخدير والأشعة والمختبر، كما يحتاج إلى أجهزة أشعة مقطعية، وجهاز أشعة أسنان، كما ينقص المستشفى سيارات إسعاف مع سائقيها.
وكشفت مصادر ل"سبق" أن الكثير من تلك الكوادر الذين يشغلون تلك الوظائف على ملاك مستشفى الخوبة العام يتوزعون حالياً على بقية مستشفيات المنطقة، ومنهم ممرضون مكلفون بوظائف إدارية غير تخصصاتهم.
وأثناء جولة "سبق" داخل المستشفى لاحظت مستوى النظافة الممتاز، والتقت عدداً من المراجعين أشادوا بدور الطاقم الطبي والتمريضي، وبالإمكانات المتوفرة حالياً في المستشفى، وعلى حسن تعاملهم ومهنيتهم مقارنة مع مستشفيات أخرى داخل المنطقة تمت مراجعتها في الأيام السابقة.
من جهته أوضح علي المحنشي، مدير مستشفى الخوبة العام، أنه تم تجهيز مهبط للإسعاف الطائر التابع للهلال الأحمر داخل سور المستشفى، على حسب الضوابط والمعايير الدولية للطيران العمودي.
وقال مبارك سحمان السبيعي محافظ الحرث: "تم رفع محضر بهذا الخصوص إلى سمو أمير المنطقة، وعلمنا أن سموه وجهه بخطاب تعميد مدير الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور مبارك العسيري بسرعة استكمال خدمات المستشفى".
ولفت إلى أن أمير جازان محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، حريص على دفع عجلة التنمية وإنشاء المشاريع في هذه المحافظة، ويسعى جاهداً على تطوير كل محافظات المنطقة.