دوات حفر.. تكسير في الجدران.. أدوات دهان.. إزالة وصبغ.. هذا هو الانطباع الأول لأي زائر إلى مركز الرعاية الأولية في الخوبة (محافظة الحرث) بمنطقة جازان. والصورة داخل السور ليست أقل سوءًا فهناك أكوام من النفايات ومخلفات البناء وأعشاب وقاذورات تتسيد المشهد ضاربة عرض الحائط بأبسط قواعد السلامة والصحة التي ينبغي أن يتميز بها أي مركز صحي أو مستشفى حكومي. وأكد عدد ممن التقيناهم أن أعمال الصيانة التي تتسبب في الإزعاج و إنهاء الحالات المختلفة تباشر في أوقات الدوام الرسمي بشكل يومي وعلى مدى فترة طويلة. أما داخل مبنى المركز فالطامة أكبر كما عبر عدد من الأهالي؛ غياب أهم الخدمات كالمختبر والأشعة وعيادة الأسنان. وقد أفاد عدد ممن التقيناهم أنها كانت موجودة من قبل في هذا المركز، وكانت تقدم خدماتها للمرضى. فهل هذا هو المركز الصحي المثالي؟ هكذا يتساءل عدد من المواطنين الذين التقيناهم في هذه الجولة. وقال علي مدخلي: إن أهم ما يشد الانتباه في غرفة ضماد المرضى هو عدم وجود سواتر تفصل الأسِرّة (كراسي التنويم المؤقتة) التي يوجد عليها المرضى حين تلقيهم العلاج والكشف أو الحقن أو تركيب المغذيات أو أثناء غيارات بعض الحالات، وقال هذا الأمر يزعج المراجعين والمرضى على السواء، ويعد انتهاكاً لحرمة المرضى. وكذلك الحال في غرفة الطبيب أيضاً. وأبان علي الكعبي وفقا ل " الشرق" التقصير في أداء المستوصف موضحاً عدم قيامه بزيارات للتطعيم في الحالات المعدية التي تكون في منازلهم بإحدى قرى المحافظة. كما كان عليه الأمر في السابق لحملات التطعيم والجرعات التي تعطى للأطفال في القرى، أو الانتقال لحالة مصابة ب (التهاب الكبد الوبائي- حالات الجرب- وغيرها...) حيث يتم تطعيم الحالة المصابة وإلى جانبها يتم عمل تطعيمات أخرى لتحصين المخالطين والمجاورين في تلك القرية أو الحي لمنع انتشار المرض وعدم تفشي الأوبئة ونقل العدوى بين الناس في المجتمع. مطالبا بضرورة توفير سيارة خدمات بمركز الرعاية الأولية بالخوبة وبأسرع وقت ممكن. معالجة الرجال وأضاف عبده هزازي وفقا لذات المصدر , أنه يشتكي من عدم وجود ممرضات للتطعيم ولغيار الحالات المصابة من الأطفال إلا بشرط اصطحاب امرأة، حيث إنه يوجد قسم خاص للنساء فقط، أما قسم الرجال فلا يوجد به ممرضات، فكيف يستطيع الشخص معالجة ابنته التي تبلغ من العمر 12عاماً مثلاً في ظل عدم وجود ممرضات، مشيراً إلى أن المجتمع لا يتقبل هذا الوضع، خاصة إذا كان من المتعسر حضور امرأة معها، مطالباً سرعة حل هذه المشكلة. وقال: اصطحبت ابنتي التي تبلغ من العمر 11عاما لعمل غيار لها، ولكني لم أجد ممرضة في قسم ضماد الرجال تقوم بذلك، ما اضطرني للذهاب إلى المستشفى العام قسم الطوارئ لعلاج ابنتي. معللاً السبب بأن جميع الممرضات سعوديات وليس بينهن ممرضة أجنبية في المستوصف مشيراً إلى أن هذا هو السبب الرئيس لعدم وجود ممرضة في قسم ضماد الرجال. سيارة إسعاف فيما استغرب حسين مجرشي عدم وجود سيارة إسعاف مع سائقها لنقل الحالات الطارئة إلى أقرب مستشفى كونه شاهد كثيرا من الحالات التي كانت تستوجب نقلها في الإسعاف. متسائلاً عن الوضع المتردي الذي تعيشه المحافظة خاصة في الجانب الصحي وعن أسباب الإهمال في هذه الخدمات. محاسبة المسؤول وأعرب رئيس المجلس البلدي في المحافظة أحمد محمد معبوش هزازي عن استيائه الشديد لما هو عليه الوضع الآن في هذا المركز. وقال ل «الشرق» لا بد من محاسبة المسؤول عن تردي الأوضاع والنقص الحاصل في إغلاق بعض العيادات كنقل طبيبة الأسنان وإقفال عيادتها وعدم وجود أشعة وعدم وجود مختبر وكأن المحافظة يسكنها أموات لا أحياء. وأكد هزازي أن هذا التقصير محصور ما بين إدارة المركز وإدارة القطاع والشؤون الصحية في المنطقة. مشدداً على ضرورة تصحيح أوضاع المركز واستكمال ما ينقصه في أسرع وقت ممكن، ليقوم بالواجبات الصحية الموكلة إليه ويؤدي المسؤوليات المطلوبة منه في هذا الجانب المهم لتقديم الخدمات لمواطني هذه المحافظة النائية. رد المتحدث من جانبه أوضح ل «الشرق» مساعد مدير الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور عواجي النعمي أنه يوجد أربعة أطباء لعدد من الأقسام في مركز الرعاية الأولية بالخوبة، وهي التمريض والمختبر والأشعة والأسنان. وقال: سيتم توفير سيارة إسعاف حسب خطة الشؤون الصحية لتغطية المراكز الصحية. وعن الإرباك في العمل وإجراءات الصيانة المتواصلة وقت الدوام اكتفى بالقول: إن المركز حالياً يخضع لعملية ترميم تطلبت نقل بعض الأقسام مؤقتاً.