منذ افتتاح مستشفى الحرث العام في محافظة الخوبة، في جمادى الآخرة من العام الماضي 1433ه، بعد أحداث حرب الحد الجنوبي الماضية، وأهالي المحافظة يترقبون متى تكتمل جاهزيته لتقديم خدماته كمستشفى، لا كما هو الحال الآن. وإلى أن يتم ذلك تستمر معاناة أهالي محافظة الخوبة من قلة الخدمات في المستشفى، ومن مركز الكلى فيه. ويقع أقرب مستشفى عن الخوبة على بعد أربعين كيلومتراً، في المحافظات المجاورة، كمستشفى صامطة العام، ومستشفى أحد المسارحة العام، وهذا يعني مكابدة المريض لمشاق الطريق، خاصة في الحالات الطارئة قد يوافي صاحبها الأجل وهو في الطريق. مركز رعاية أولية يقول أحمد محمد معبوش هزازي، رئيس المجلس البلدي في المحافظة «هو الآن مستوصف، أو مركز رعاية أولية أكثر من كونه مستشفى، ويقدم خدمة الطوارئ فقط، إضافة إلى عدد من العيادات الخارجية، برغم وجود معدات متطورة من أحدث ما توصلت إليه التقنية».وتساءل الشيخ عبدالله قارش هزازي: إلى متى سيستمر هذا الوضع والمعاناة وعدم تفعيل طاقته القصوى؟ قياساً على المبنى والسعة السريرية، تجهيزاً وتشغيلاً، مستغرباً عدم وجود مصعد كهربائي، وعدم إنشاء درج «مزلجاني»، كأي مستشفى في العالم. لا يوجد طبيب تخدير وتعجب عبدالله أحمد محمد طراد من أن المستشفى يستقبل حوادث مرورية دون وجود اختصاصي تخدير، ووجود فني تخدير لا يكفي، كونه لا يستطيع القيام بدور الاختصاصي. كما ينقص المستشفى عدم تشغيل غرفة العمليات، وعدم وجود غرفة للعناية المركزة، وعدم تشغيل المولد أوتوماتيكياً في حالة انقطاع الكهرباء. وأضاف يحيى علي محمد زيلعي أن المريض عندما يصل إلى المستشفى في حالة خطيرة تستدعي التنويم، يقوم المنسق في المستشفى بالبحث عن كرسي تنويم للمريض، فيتصل بمستشفيات أخرى في المنطقة، ويستغرق ذلك وقتاً طويلاً يكون المريض فيه بأمس الحاجة لتلقي العلاج اللازم، لكن المريض يبقى منتظراً لساعات طويلة، إلى أن يتسنى إيجاد كرسي له في أحد مستشفيات المنطقة، ومن ثم يتم نقله بعد جهد جهيد. هذا إذا بقي على قيد الحياة خلال فترة انتظار قد تصل إلى نهار كامل. سائقو الإسعاف واشتكى عدد من الموظفين وسائقي سيارات الإسعافات العاملين بعقود مع الشركات المشغلة للمستشفى من تدني رواتبهم (1200- 1500) ريال، مطالبين بتثبيتهم على ملاك وزارة الصحة. نوفر الأفضل من جهته، أوضح ل «الشرق» الدكتور عواجي النعمي، مساعد مدير الشؤون الصحية في جازان، أنه تم افتتاح قسم الطوارئ والعيادات الخارجية في المستشفى، وسيتم افتتاح أقسام التنويم بعد الانتهاء من إصلاح الأضرار التي أصابت المستشفى بسبب أحداث الحدود الجنوبية، ومن أجل ذلك تم حجز خمسة ملايين ريال للتجهيزات المتضررة، وتم استبدالها جميعاً، وكذلك حجز مبلغ ستة ملايين للأضرار الإنشائية، وتم طرحها للمناقصة، كما تم طرح مشروع لمرضى الكلى، ومشاريع إسكان للتمريض والأطباء، وهي على وشك الانتهاء ليتم تجهيزها وتشغليها قريباً. وأضاف النعمي أنه تم التعاقد مع ما يقارب 80% من القوى العاملة المخصصة للمستشفى تمهيداً للافتتاح الكامل. وفي ما يخص الدرج «المزلجاني»، قال النعمي: لا نحتاج إلى درج «مزلجاني» في حالة وجود المصاعد الكهربائية، فهي أكثر أماناً وراحة للمريض، وهي المعتمدة في المباني الإنشائية الحديثة، مؤكداً أنهم حريصون على تلافي جميع الملاحظات قبل الافتتاح الكامل، وتوفير الأفضل لأهل الحرث. وأما بالنسبة لعدم استقبال حالات الولادة التي قد تنتهي بعملية قيصرية، فسيتم استقبال الحالات بعد فتح قسم العمليات. وبخصوص الوظائف التي خصصت للمنطقة العام الماضي، تم تخصيص 90% منها للعاملين بالشركات حسب الأقدمية، وسنوات الخبرة، كنوع من رد الجميل لهم، وتعويضاً لهم، وسيتم اتباع النهج نفسه في حالة توفر وظائف للعام الجاري، والمفاضلة ستكون بسنوات الخبرة، وحسن السيرة والسلوك. النظافة ممتازة أثناء جولة «الشرق» داخل المستشفى لاحظنا مستوى النظافة الممتاز، والتقينا بعدد من المراجعين فأشادوا بدور الطاقم الطبي والتمريضي، وبالإمكانيات المتوفرة حالياً في المستشفى، وعلى حسن تعاملهم ومهنيتهم مقارنة مع مستشفيات أخرى داخل المنطقة تمت مراجعتها في الأيام السابقة. طفل يتلقى العلاج في قسم الطوارئ (الشرق)