وجَّه أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مفرج بن سعد الحقباني أمانة اللجنة بتشكيل فريق من الخبراء والمختصين لتصميم برامج وقائية علاجية؛ للحد من انتشار ثقافة وسلوكيات تعاطي المؤثرات العقلية، موجَّهة للنزلاء في السجون والإصلاحيات، على غرار البرامج العلاجية الوقائية المطبقة حديثاً في السجون العالمية. ويأتي توجيه "الحقباني" في بادرة هي الأولى من نوعها على مستويات السجون العربية، وانطلاقاً من الشراكة المجتمعية في مواجهة ظاهرة المخدرات.
ووفقاً لتوجيهات "الحقباني" يتشكَّل "الفريق" بمشاركة ممثلين من وزارة الصحة، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، واللجنة الوطنية لرعاية السجناء، والمديرية العامة للسجون، ومجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض.
والتقى أعضاء الفريق، برئاسة مدير الدراسات والمعلومات بأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات سعيد السريحة، مدير عام السجون في المملكة اللواء إبراهيم الحمزي في مكتبه، وجرى، خلال اللقاء، التعريف بمنهجية فريق العمل، والمبررات التي تشجع على تبنِّي برامج تدخلية داخل السجون، لنشر ثقافة الامتناع عن التعاطي بين النزلاء، واحتواء المبتدئين في التعاطي من المقبوض عليهم في قضايا استعمال المخدرات من الرجال والنساء عبر برامج إرشادية وتعديل سلوك متخصصة، ومعالجة المصابين بمرض الإدمان بسبب تعاطي المخدرات، عبر برامج علاجية يتم تصميمها بما يتناسب مع وضعية النزلاء في السجون، وبما يضمن تحقيقها لمعدلات تعافي عالية، وتعديل اتجاهات المقبوض عليهم في قضايا المخدرات نحو تعاطي المخدرات، من خلال برامج المعالجة الفكرية السلوكية الممتدة، وتزويد النزلاء بمهارات التعامل مع الحياة ومهارات رفض تعاطي المخدرات، وإلحاقهم بدورات تثقيفية متخصصة في هذا المجال خلال فترة قضائهم للعقوبات، وتأهيل المقبوض عليهم نفسياً واجتماعياً ومهنياً تمهيداً لتيسير دمجهم في المجتمع، وكذلك دعم المفرج عنهم بعد قضاء عقوبات التعاطي، من خلال معالجة مشاكلهم الأسرية والعمل على تدريبهم وتوظيفهم وتوفير تعاون اجتماعي يبقيهم بعيداً عن الوقوع في الجريمة وفي تعاطي المخدرات، وتصميم سياسات لتوفير بيئة عمل أكثر وعياً بخطر تعاطي المخدرات في بيئات السجون.
وبيَّن "السريحة" أن فريق العمل رسم خطة البرامج التدخلية التي تمر بمرحلتين: الأولى تكون مرحلة استكشافية، موجَّهة للمودعين في إصلاحية الحائر وسجن تبوك وسجن جازان.
وتابع أن المرحلة الأولى ستمر بعدة خطوات منها: تشخيص المعطيات من خلال تطبيق دراسة واسعة على المودعين في الإصلاحية والسجون المستهدفة.
وأضاف "السريحة" أن المرحلة الأولى ستشمل أيضاً إجراء مقابلات معمقة مع النزلاء؛ للتعرف على مدى تقبُّلهم وتفضيلهم لنوعية البرامج الوقائية العلاجية، ومقابلة العاملين في هذه الإصلاحيات للوقوف على مدى إمكانية تطبيق هذه البرامج، وتصميم برامج حسب احتياجات البيئة المستهدفة لتطبيق البرامج، مع وضع خطة للتنفيذ، والتطبيق والتقييم.
وقال رئيس فريق العمل إن المرحلة الثانية لخطة البرامج التداخلية ستكون طويلة الأجل يتم بناؤها على مخرجات المرحلة الأولى، وتشمل المودعين في جميع سجون المملكة والمفرج عنهم، ويشارك في تنفيذها جميع المؤسسات ذات العلاقة.
ووجَّه مدير عام السجون اللواء "الحمزي" بتشكيل فريق عمل لوجستي من المديرية العامة للسجون، لدعم أعمال هذا الفريق، الذي تُشرف عليه اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، مثمناً جهود أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وفكرة وطبيعة هذه البرامج التدخلية التي سيكون لها أثر إيجابي في النزلاء.