تسطع شهب "الجوزاء"، ملكة الشهب، بعددٍ كثيفٍ، حيث تتميّز بإضاءاتها وألوانها المميزة، في سماء المملكة من الساعة 8 مساءً يوم الجمعة. وقال الباحث الفلكي من قسم علوم الفلك والفضاء بجامعة الملك عبد العزيز، عضو سديم الحجاز الفلكي ملهم بن محمد هندي: تعد فترة 7 - 17 ديسمبر من أجمل وأكثر الفترات كثافةً للشهب التي تتساقط على الأرض طوال العام, ويمكن ملاحظتها في أرجاء السماء وتكون منبعها من كوكبة الجوزاء, لذلك سمّاها العرب منذ أن تمّ رصدها عام 1279ه بالجوزاء، إلا أن الترجمة الجديدة من اللغة اليونانية تطلق على هذه الكوكبة بالتوأم لذلك يُطلق على هذه الشهب أحياناً "التوأميات".
وأضاف "هندي": وتتميّز هذه الشهب بأنها فريدة من نوعها، وذلك بسبب مصدرها في هذه المنطقة الذي يعود لكويكب "فيثون 3200"، الذي يعتقد أنه كان موجوداً في حزام الكويكبات بين المشتري والمريخ، إلا أن تصادماً حدث بينه وبين كويكب آخر أرسله في مدار حول الشمس يتقاطع مع مدار الأرض قبل أن يختفي في الفضاء منذ سنوات.
وبيّن أن لشهب الجوزاء نمطاً مغايراً عن بقية الشهب حيث يمكن رؤيتها في جميع أنحاء السماء، وذات سرعات منخفضة مقارنة ببقية الشهب تصل إلى 30كلم/ث تسهل رؤيتها ورصدها ولها ألوان مائلة للون الأصفر، وذلك يعود لمكونات مصدرها من الكويكب "فيثون"، وليس كبقية الشهب التي تكون مصدرها مذنبات.
وأكّد الباحث الفلكي بجامعة الملك عبد العزيز، أن الشهب بدأت بالتساقط هذه السنة من يوم 4 صفر، وتستمر حتى 14 صفر وتزداد وتيرتها حتى تصل لذروتها فجر السبت 11 صفر بغزارةٍ تصل إلى 120 زخة شهابية في الساعة, ويمكن ملاحظة الشهب في المملكة تقريباً من الساعة 8 مساءً يوم الجمعة، مع شروق الكوكبة النجمية الجوزاء, ولكن سيحد القمر الأحدب بإضاءته من عدد الشهب الظاهرة، ولكنه يترك ساعتين قبل شروق الشمس عندما يغيب أفضل وقت لرصد الشهب, ويمكن تحديد كوكبة الجوزاء بوجود كوكب المشتري فيها.
وأوضح "هندي"، أنه لا يحتاج لرصدها إلى تلسكوبات، بل يمكن مشاهدتها بالعين المجرّدة في السماء المظلمة بعيداً عن تلوّث المدن الغازي والضوئي, ويمكن تصويرها عبر التعريض الطويل للكاميرات الموجهة ناحية كوكبة الجوزاء.