أعلنت سلطنة عُمان غياب السلطان قابوس، عن القمة الخليجية التي تنعقد، اليوم في الكويت، وسيحضرها نيابةً عنه نائب رئيس الوزراء فهد بن حمود، الذي سيرأس الوفد العُماني في القمة بحسب صحيفة "الوطن" العُمانية. يأتي ذلك وسط جدلٍ كبيرٍ متواصل داخل مواقع التواصل الاجتماعي حول قرار عُمان رفضها الاتحاد الخليجي. ووصلت التغريدات في "تويتر" لهاشتاق عُمان ترفض الاتحاد الخليجي، إلى 50 ألف تغريدة هاجمت فيها الموقف العُماني بحدة من الاتحاد الخليجي الذي رآه مغرّدون ضرورةً ملحة لكل دول الخليج حيث لا توجد أسباب جوهرية أو معتبرة على رفض عُمان الاتحاد الخليجي وهو الذي أثار الكثير من التساؤلات حول المغزى من هذا الموقف العُماني.
وذكرت مصادر مختلفة عن نيّة عُمان الانسحاب من دول الخليج العربي إذا تم إعلان عن الاتفاق إلى اتحاد خليجي.
وكان يوسف بن علوي ممثل الشؤون الخارجية العُمانية قد صرّح في منتدى حوار المنامة الدولي، أن عُمان ترفض الاتحاد الخليجي وإذا حصل لن تشارك فيه.
وخرجت الصحف العُمانية تدافع عن القرار وقالت صحيفة "الوطن" العُمانية في افتتاحيتها إن عُمان حريصة على تطور المجلس والمساهمة في استقراره لكنها قالت لا يجوز الهروب إلى الأمام، بينما هناك استحقاقات مازالت عالقةً، مثل حركة المواطن فيما بين دول الخليج دون أي عوائق، وكذلك حركة الاستثمارات والتجارة بين دول الخليج مع إزالة التعدّدية في المنافذ والتعريفات الجمركية على الحدود، وتوحيد التشريعات كافة التي تؤمّن تلك التحركات للأفراد والمؤسسات أو رؤوس الأموال، إضافة إلى الجوانب السياسية والعسكرية والثقافية والتربوية والاجتماعية.
وقال الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، في تصريحاتٍ حلال مؤتمر حوار المنامة، إنه يحترم القرار العُماني لكن الاتحاد الخليجي سيقوم سواء انضمّت عُمان إليه أو لم تنضم إليه.
وقال إن موقف سلطنة عُمان الرافض لقيام الاتحاد لن يحول دون تحقيقه، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون ترى ضرورة في حدوث ذلك، والوحدة أمرٌ حتمي سواء أرادت عُمان الالتحاق به لاحقاً أو لم ترد، فالأمر يعود إليها.
والسلطان قابوس يحكم عُمان منذ عام 1970 بعد قيامه بتنحية والده عن الحكم وهو الآن من أقدم الرؤساء في العالم ولا يوجد لديه أبناء.
ونظام الحكم في السلطنة لا يوجد به ولي للعهد وهناك تشريعاتٌ لاختيار ولي العهد.. واختلف الكثير من المحللين حول الموقف العُماني، فمنهم مَن يرى أن عُمان تتوجس من الاتحاد الخليجي ومن هيمنة السعودية على الاتحاد، في حين يرى آخرون أنها تميل إلى الجانب الإيراني في سياساتها الخارجية حيث ترتبط بعلاقات ضخمة مع إيران.
وهللت الصحف الإيرانية بالموقف العُماني كثيراً بسبب رفضها الانضمام إلى الاتحاد الخليجي.
وأشارت مصادر أمريكية نافذة عدة أن حوار الصفقة النووية مع إيران فتح في عُمان وبرعاية عُمانية، ولم تعلق عُمان على هذه التقارير.
يُشار إلى أن عدد سكان عُمان لا يتجاوز 3 ملايين نسمة ويعتمد اقتصادها على النفط حيث تنتج أقل من مليون برميل يومياً.
وعلى الرغم من أن السكان في عُمان وضعهم الاقتصادي جيد حالياً إلا أن هناك مخاطر عدة في العقد المقبل على اقتصاد عُمان؛ نظراً لانخفاض مخزوناتها من النفط والغاز.
وكانت قد خرجت احتجاجات في مدن عُمانية عدة في بداية الربيع العربي تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية للشباب وتوفير وظائف للعاطلين، وقامت دول الخليج بعدها بدعم عُمان بأكثر من 10 مليارات دولار لمواجهة هذه الموجة من الاحتجاجات ومساندة الاقتصاد العُماني في توفير وظائف للعاطلين.