ظهرت يوم أمس أولى تبعات الصفقة النووية الأمريكيةالإيرانية بإيقاف أمريكا بعض المساعدات العسكرية للبحرين والضغط على المنامة للإفراج عن معارضين، والدخول في حوار جدي مع المعارضة. جاء ذلك في كلمة ألقتها سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي المقربة جداً من الرئيس باراك أوباما، في مؤتمر نظمته منظمة "هيومان رايتس فرست" الحقوقية.
وحصلت "سبق" على تسجيل صوتي للكلمة التي قالت فيها سوزان رايس: "إن استقرار البحرين يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي"، وأضافت: "نحن نخدم مبادئنا وأمننا القومي من خلال الضغط باتجاه تحقيق مصالحة وطنية بين الحكومة والمعارضة في البحرين".
وقالت: "نحاول وقف الأفعال من كلا الطرفين التي من شأنها زيادة الخلاف الديني بين الطرفين وزيادة العنف من خلال أعمال ملموسة، ومن بينها وقف أجزاء من المساعدة الأمريكية للبحرين.. نحاول دفع الحكومة لرفع القيود عن المجتمع المدني، وأن تعامل أفراد المعارضة حسب القانون، ومن أجل المشاركة في عملية إصلاح ذات معنى".
وقالت مستشارة الأمن القومي الأمريكي: "إن الخطر الأكبر على الولاياتالمتحدة يأتي من الحكومات التي تنتهك حقوق الإنسان كإيران وكوريا الشمالية".
وأكدت سوزان رايس الأربعاء أن "مسألة حقوق الإنسان تتصدر أجندة السياسة الخارجية الأمريكية لكنها أقرت في الوقت نفسه بأن واشنطن قدمت بعض التنازلات بداعي مصلحة الأمن القومي الأمريكي".
ولفتت سوزان رايس إلى أن "تحقيق تقدم في المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني لا يعني التغافل عن انتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد".
وأضافت: "مع قيامنا باختبار إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي لقضية البرنامج النووي الإيراني فإننا نأخذ بالحسبان أن هناك اختباراً آخر يتعلق بإمكانية رؤية تقدم على صعيد حقوق الإنسان".
وقالت: "ندعو الحكومة الإيرانية للسماح للمقرر الأممي الخاص بحقوق الإنسان في إيران بزيارة هذا البلد، عقوباتنا المفروضة على منتهكي حقوق الإنسان في إيران ستتواصل".
ولفتت سوزان رايس إلى أن "واشنطن تحدثت ضد قانون التظاهر الجديد في مصر"، مؤكدة أنه "من غير الممكن التعاون مع حكومة تقوم باعتقال رموز المعارضة".
وفي الشأن السوري قالت مستشارة الأمن القومي الأمريكي: "مع تقديم المساعدات الإنسانية وتحقيق تقدم سريع نحو إنهاء الأسلحة الكيميائية فإن عملنا يستمر من أجل إنهاء العنف الذي قضى على حياة أكثر من مائة ألف شخص، ولكي نرى الذين ارتكبوا الفظاعات في سوريا يتحملون مسؤولية أعمالهم".
وتحدثت سوزان رايس عن موقف بلادها الواضح من القضايا الإنسانية المتعلقة بعملية السلام في المنطقة بالقول: "التزامنا بأمن إسرائيل غير مسبوق ومستمر، ولهذا قمنا بإدانة التحريض والعنف ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية، وفي الوقت نفسه رفضنا عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين".
وقالت: "يجب إنهاء الإهانة اليومية والحبس الإداري ومصادرة الأراضي وتدمير المنازل من أجل السماح لثقافة السلام بالنمو".