أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، أن بلاده تملك «وثائق تثبت تحكّم» الولاياتالمتحدة وإسرائيل بالمنظمات الإرهابية في العالم، فيما ذكر مستشار نجاد أن الأخير سيعرض «اقتراحات مهمة» في شأن تعديل معاهدة حظر الانتشار النووي، خلال مؤتمر مراجعة المعاهدة الذي يُفتتح في نيويورك غداً. من جهة أخرى، دعا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي، إلي «اتخاذ إجراءات رادعة بحق الدول التي تستخدم عبارة الخليج العربي بدل الخليج الفارسي»، مثل استدعاء سفراء تلك الدول ومنع دخول الصحف التي تستخدم هذه العبارة، إضافة إلى منع دخول الطائرات والبضائع التي تستخدم «الاسم المزوّر للخليج». وقال نجاد إن «دعاة محاربة الإرهاب هم العامل الرئيس في إيجاده في العالم، وستنعم المنطقة بالأمن والهدوء في حال جلائهم عنها»، مضيفاً أن «خيوط الإرهاب في العالم توصلنا إلى واشنطن وتل أبيب، وإيران تمتلك وثائق تثبت هذه الحقيقة وتحكّم البلدين بالتيارات الإرهابية في العالم». وشدد في خطاب لمناسبة يوم العمال العالمي، على أن «أميركا عاجزة عن القيام بأي شيء ضد الشعب الإيراني»، معتبراً أن «الطريق الوحيد لنجاة الولاياتالمتحدة يتمثل في مد يد الصداقة للشعب الإيراني، لأنها تحتاج إلى مساعدته في كل مكان. إيران ترحب بذلك لأن التعاون معها أجدى من نهج المواجهة». في غضون ذلك، قال مجتبي ثمره هاشمي أبرز مستشاري نجاد أن الأخير سيقدم خلال مؤتمر نيويورك «اقتراحات مهمة لتعديل المعاهدة النووية، وسيطرح مسائل حول أداء بعض الحكومات النووية وغير النووية». وأضاف أن زيارة نجاد لنيويورك تستهدف «الدفاع عن حقوق الأمة الإيرانية، والرئيس سيكشف للعالم موقفها». جاء ذلك في وقت حذر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي واشنطن من أخذ الأممالمتحدة «رهينة»، عبر رفضها منح تأشيرات دخول إلى أعضاء الوفد الإيراني الراغبين في المشاركة في المؤتمر. أما رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني فاعتبر أن «تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية تنطوي على المكر والخديعة». وقال: «لو نجحت أميركا في السيطرة على العراق ولبنان، لكانت أوضاع العالم الإسلامي تغيّرت». إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي إدخال 10 مروحيات هجومية جديدة من طراز «طوفان» الخدمة في القوات المسلحة. على صعيد الملف النووي، نقلت وكالة أنباء «رويترز» عن ديبلوماسيين غربيين في الأممالمتحدة قولهم إن تركيا والبرازيل وهما عضوان غير دائمين في مجلس الأمن، توسطتا في شأن عرض إيراني مضاد لاقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبادل الوقود النووي بين طهران والغرب. وقال الديبلوماسيون إن الصين وروسيا مستعدتان لإعطاء البرازيليين والأتراك الوقت الذي يحتاجونه، للتوسط من أجل التوصل إلى اتفاق يجنّب طهران التعرض لعقوبات جديدة. يأتي ذلك في وقت تحدثت المندوبة الأميركية لدى المنظمة الدولية سوزان رايس عن تحقيق الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني «تقدماً» في المفاوضات لصوغ قرار «قوي وراسخ» بفرض عقوبات إضافية على طهران. وقالت إن المحادثات في هذا الشأن تسير «في سرعة وقوة كبيرتين». على صعيد الوضع الداخلي في إيران، جدد أحد زعماء المعارضة مهدي كروبي تأكيده أن الإصلاحيين لا يريدون «قلب النظام، ولسنا أتباعاً لجهات أجنبية». وقال في إشارة إلى النظام: «ابتعدنا كثيراً عن الشعارات والوعود التي قُطعت للشعب خلال المراحل الأولى من الثورة». وأكد أن المعارضة تنوي تنظيم تظاهرة في 12 حزيران (يونيو) المقبل، في الذكرى الأولى لإعادة انتخاب نجاد، ستطلب خلالها «تنظيم انتخابات حرة».