يرى الكاتب الصحفي محمد علي قدس أن الخوف من العنوسة يدفع بعض النساء إلى تقديم عروض الزواج المغرية، سواء التقليدية أو المسيار، على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يدفع الفقر البعض إلى القبول بالمسيار، كما حدث مع فتاة في الثالثة عشرة من عمرها، مؤكداً أننا "نواجه مشكلة اجتماعية تحتاج لحل". وفي مقاله "عروض المرأة الجريئة لزواج المسيار" بصحيفة " الشرق" يقول قدس: "يستغرب البعض، كيف تجرؤ بعض النساء على تقديم العروض المغرية للزواج، التي يسيل لها لعاب كثير من الرجال، الباحثين عن المال والجمال. والأكثر غرابة أن تكون للمرأة مواصفات، هي دائما تكون في صالح الطرفين، طرف يبحث عن الأمان وإشباع المتعة، وآخر يبحث عن المال والمتعة، المتعة التي تجنبه الخطيئة.. وقد سمعنا منذ فترة عن امرأتين، من سيدات الأعمال المليونيرات، قدمتا عرضاً، في إحدى المجلات، بحثاً عن الزواج بطريقة المسيار مقابل (مليون ريال)، ولم يغفل عنوان الموضوع بشيء من الإثارة لهذا العرض الإشارة إلى أن السيدتين مطلقتان وعلى قدر كبير من الجمال (مال وجمال)".
ويعلق قدس على عروض الزواج قائلا " أظن أن من حق المرأة الثيب أن تختار لنفسها الزوج الذي يناسبها، ويمكنها أيضا أن تخطب من ترى أنه الأصلح لها زوجاً، ولا عيب في أن تبحث عن الحلال والستر، فقد وهب البعض من النساء أنفسهن للزواج من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يستنكر عليهن ذلك، وقالت إحدى بنات النبي شعيب طامعة وراغبة في الزواج من كليم الله موسى، كما ذكر في القرآن على لسان إحدى ابنتي شعيب (يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين). قالت العامة "ظل رجل ولا ظل جدار". الرجل يحمي المرأة ويكون لها سنداً وحضناً تسكن في دفئه لتشبع رغبتها. وهذا ما جعل المجمع الفقهي يقر شرعية جواز المسيار، مادام يتم بالتراضي، وبرغبة من المرأة في التنازل عن بعض حقوقها كالمبيت والعدل في الملبس والمأكل والرعاية، والسكن الزوجي المستقل، مادام يحفظ لها حقوقها الزوجية، ويصونها من الانزلاق في الحرام والخطيئة، ويحفظ لها عفافها. وإن كان بعض النساء يرفضن هذا النوع من الزواج، كون المرأة فيه ترضى أن تكون وعاءً لشهوة الرجل، ولا هدف منه غير إشباع الرغبة الجنسية لكليهما، دون أن تترتب على الزوجين أية مسؤوليات وواجبات، مع أن الأصل في أن الله كتب الزواج على الذكر والأنثى، بأن خلقهما أزواجا ليسكن كل منهما الآخر في عشرة طيبة ومودة ورحمة. ولا أدري ما الحاجة للمسيار إذا كان الله قد شرع للرجل والمرأة التعدد وفيه كرامتهما".
ويضيف الكاتب: "تعج مواقع التواصل الاجتماعي المتخصصة بالإعلانات التي تغري الرجال والنساء على (زواج المتعة) كما نشطت مكاتب طلبات زواج المسيار والمسفار، عبر مواقع إلكترونية حقق أصحابها مكاسب كثيرة. قال أحد الذين يعملون دور (الخاطب) الإلكتروني: زواج المسيار يصون المرأة من الحرام، كما يقضي على مشكلة العنوسة، فالغالبية العظمى من الراغبات فيه، هن عوانس وأرامل ومطلقات، والشباب الذين يقبلون عليه ليس لديهم القدرة على تكاليف الزواج، كما يتهافت عليه الرجال الذين يبحثون عن المتعة في التعدد دون التزامات، ودون إعلام زوجاتهم".
ثم يروي قدس واقعة فتاة في الثالثة عشرة من عمرها، ويقول: "من أغرب ما قرأت من قصص أن أحد أئمة المساجد، جاءته فتاة أكملت عامها الثالث عشر، تقدمت له مبدية رغبتها القبول بالزواج مسيارياً، بمهر قدره 25 ألف ريال وراتب شهري (ألف ريال)، وتبين للإمام بعد تحريه عن الفتاة أنها تعيش ظروفاً اجتماعية ومعيشية صعبة، فلم تجد لها مخرجا سوى الزواج بهذه الطريقة لضمان العائد المادي الذي يكفل لها ولأسرتها العيش الكريم والحياة الهانئة". وينهي الكاتب قائلاً: "نحن حقا أمام مشكلة اجتماعية أرى أننا نقف عاجزين أمام البحث عن حلول لها".