كشفت دراسة أن دوافع كل من الرجل والمرأة تجاه ما أضحى يعرف ب «زواج المسيار» متفاوتة، ففيما تشكل الرغبة «الجنسية» الدافع الأول عند الرجل، فإنها تأتي عند المرأة آخر الأسباب، إذ يدفعها في المقام الأول طلبها للتحرر من القيود الاجتماعية. كما أن زيادة عدد المطلقات و«العنوسة» وغلاء المعيشة، ساعدت في تفشي «المسيار». وأكدت المحاضرة في قسم الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود الدكتورة سلوى الخطيب في محاضرة قدمتها في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون أمس، أن الدراسة أخضعت 269 امرأة و363 رجلاً للبحث، وكشفت أن دوافع اتجاه الرجل ل «المسيار» يتصدرها إشباع الرغبة الجنسية في الدرجة الأولى، والإشباع العاطفي في المرتبة الثانية، وتأتي بعد ذلك الرغبة في التغيير والتقليد. أما المرأة ففي صدارة دوافعها البحث عن التحرر من القيود الاجتماعية، ويمثل الإشباع العاطفي والرغبة الجنسية آخر الأسباب. وذكرت الدكتورة الخطيب أن الرجل ينظر لزواج «المسيار» بشكل إيجابي، في حين تنظر المرأة لسلبياته وآثاره الخطرة على الأسرة والأبناء على المدى البعيد. وأفضت الدراسة إلى أن معظم النساء المجربات يعتقدن بأن سلبياته أكثر، وأن فيه استغلالاً للمرأة وإهانة لها، وأكدن أنهن اضطررن إليه لعدم وجود بديل. وقالت الدكتورة الخطيب ل «الحياة» إن الرجال اتجهوا إلى «المسيار»، لأنه لا يتطلب تحمل المسؤوليات المادية، ولكونه سرياً، ولا يحدث توتراً في علاقة الرجل بزوجته المعلنة. وزادت أن زواج «المسيار» يمكن أن يهضم حقوق الزوجتين، ويزيد عدد حالات الطلاق. وطالبت الأستاذة الجامعية أولياء الأمور بعدم المغالاة في المهور، وعدم الانحياز في اختيار الأزواج، ومنح الفتيات الحرية في الاختيار، كي لا يلجأن إلى الزواج سراً، ووضع ضوابط لزواج «المسيار»، مع مراعاة حقوق الأبناء والزوجة، كي لا تستفحل المخاطر، كما حدث في بعض الحالات من تزوج المرأة سبع مرات، ومثلما أدى الزواج العرفي في بعض الدول إلى كثرة الأطفال وتشتتهم وزيادة معدلات الطلاق.