تتواصل الأحد مباريات دور ال16 لمنافسات كأس العالم 2010 بإقامة لقاءين، يجمع الأول ألمانياوإنجلترا، فيما يلتقي منتخب الأرجنتين نظيره المكسيك. ألمانيا x إنجلترا تتوجه الأنظار إلى ملعب "فري ستايت ستاديوم" في مانغاونغ، الذي يحتضن موقعة نارية تفوح منها رائحة الثأر بين العملاقين الألماني والإنجليزي في الدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا 2010. ومن المؤكد أن هذه المواجهة تعتبر - بالمعايير كافة - الأبرز على الإطلاق في الدور الثاني، وتعتبر نهائيا مبكرا بين منتخبين عريقين جدا؛ لان "المانشافات" الألماني يملك في خزائنه ثلاثة ألقاب، فيما تُوّج منتخب "الأسود الثلاثة"، الذي تعتبر بلاده مهد اللعبة الأكثر شعبية في العالم، باللقب مرة واحدة عام 1966 في أرضه، وعلى حساب الألمان بالذات في مباراة مثيرة للجدل (4-2 بعد التمديد)، لكن الأخيرين حققوا ثأرهم بعد ذلك في أكثر من مناسبة بعدما أطاحوا بالإنجليز من الدور ربع النهائي لمونديال 1970 (3-2 بعد التمديد)، ونصف نهائي مونديال 1990 (بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1)، ثم في نصف نهائي كأس أوروبا 1996 (بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1). ويتشارك المنتخبان في النسخة الحالية بواقع مشابه؛ لأنهما انتظرا حتى الجولة الأخيرة ليحسما تأهلهما؛ حيث تغلبت ألمانيا على غانا في الجولة الأخيرة 1- صفر بفضل مسعود اوجيل؛ لتتصدر المجموعة، فيما تغلبت إنجلترا على سلوفينيا بالنتيجة ذاتها سجله جيرماين ديفو؛ لتنهي الدور الأول في المركز الثاني خلف الولاياتالمتحدة بعد تعادلها مع الأخيرة (1-1) في الجولة الأولى ثم الجزائر (صفر- صفر) في الثانية؛ ما وضع مدربها الإيطالي فابيو كابيللو في وضع حرج للغاية خصوصا أمام الصحافة المحلية "القاسية". لكنّ هذه المعطيات لن تعني شيئا عندما يدخل الطرفان إلى ملعب "فري ستايت ستاديوم"؛ لأن الاحتمالات متكافئة في مواجهة نارية تجمع بين الشباب والاندفاع والحماس من الجهة الألمانية، والخبرة والقتالية وحنكة مدرب من الجهة الإنجليزية. "نحن الآن نتطلع إلى موقعة دور ثمن النهائي. ستكون مباراة نارية. ربما رأيتم لاعبينا الشباب يعانون من أجل التعامل بشكل إيجابي مع الضغط، لكنها كانت واحدة من المباريات التي يجب أن تفوز فيها".. هذا ما قاله مدرب ألمانيا يواكيم لوف بعد الفوز الصعب والحاسم على غانا في الجولة الأخيرة من الدور الأول، مضيفا "حققنا الهدف المنشود، وأنا سعيد بذلك". وتابع لوف "نحن سعداء لمواجهة إنجلترا. ستكون مباراة صعبة للغاية، وسيشهد عليها التاريخ". محذرا من خطورة الإنجليز، وخصوصا مهاجمهم واين روني المطالب بإظهار مستواه الحقيقي بعد أن قدم أداء متواضعا جدا في المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الأول؛ ما دفع كابيللو إلى استبداله في الشوط الثاني من مباراة سلوفينيا. ويحوم الشك من الجهة الألمانية حول مشاركة نجم الوسط والقائد الفعلي للمنتخب باستيان شفاينشتايغر بسبب الإصابة التي تعرض لها أمام غانا، واعترف لوف بأن ألمانيا تواجه "بعض المشاكل؛ فالمدافع (جيروم بواتنغ) يعاني مشكلة في الظهر، أما باستيان فهو مصاب في فخذه". وأوضح لوف أن مسعود اوجيل تلقى أيضا ضربة قوية في الدقائق الأخيرة من مباراة غانا، لكنه بدا قلقا بشكل أكبر على حال شفاينشتايغر. أما المعسكر الإنجليزي فيأمل كابيللو أن يكون الفوز الذي حققه لاعبوه على سلوفينيا في الجولة الأخيرة قد حررهم من الضغوط التي واجهتهم وجعلتهم مكبلين في مباراتيهما أمام الولاياتالمتحدة وسلوفينيا؛ ما دفع المدرب الإيطالي حينها إلى انتقاد عناصر المنتخب قائلا "ليس هذا هو الفريق الذي أعرفه"، ثم دفع بوسائل الإعلام البريطانية للتحدث عن مدرب ميلان وريال مدريد سابقا بأنه قد يستقيل من منصبه. وواجه المدرب الإيطالي الكثير من الانتقادات بعد الصورة التي ظهر المنتخب الإنجليزي الذي دخل إلى النهائيات بوصفه أحد المرشحين للفوز باللقب، ولم تكن "النقمة" على كابيللو محصورة فقط في وسائل الإعلام البريطانية؛ بل امتدت إلى بعض لاعبي المنتخب، وعلى رأسهم قائد تشلسي جون تيري الذي انتقد سياسات مدربه، ثم اضطر بعدها إلى الاعتذار بعدما وجد نفسه وحيدا في محاولة العصيان. لكنَّ النبرة تغيرت بعد التأهل، وقد رأى كابيللو أن فريقه لعب بحرية؛ ما سمح له بالخروج فائزا في مباراته مع سلوفينيا. مضيفا "هذا هو فريقي الذي أمتعني في التصفيات. لقد لعبنا بحرية، وكان هذا الأمر مفتاح الفوز في المباراة". وأضاف "كان يتوجب علينا الفوز، ونجحنا في تحقيقه. قدم فريقي أداء جيدا. سنحت لنا العديد من الفرص لم نستغلها؛ فعشنا أوقاتا عصيبة في نهاية المباراة. هذه هي كرة القدم؛ يمكن أن تتعادل أو تخسر بحركة واحدة". الأرجنتين x المكسيك يخوض المنتخب الأرجنتيني أول اختبار حقيقي في سعيه لإحراز اللقب العالمي للمرة الثالثة في تاريخه عندما يواجه المكسيك الأحد على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبرج في الدور ثُمن النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب إفريقيا، وذلك في إعادة لمواجهتهما في الدور ذاته قبل 4 أعوام في ألمانيا. أنهت الأرجنتين (حاملة اللقب عامي 1978 على أرضها و1986 في المكسيك) الدور الأول بأفضل طريقة ممكنة؛ حيث كشرت عن أنيابها بتحقيقها 3 انتصارات متتالية بفضل خط هجومها الناري بقيادة نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي وكارلوس تيفيز وغونزالو هيغواين متصدر ترتيب لائحة الهدافين برصيد 3 أهداف سجلها في مرمى كوريا الجنوبية. وستكون مواجهة المكسيك أول اختبار حقيقي لرجال المدرب دييغو ارماندو مارادونا على اعتبار أنهم لم يواجهوا أي خطر حقيقي من منتخبات مجموعتهم الثانية أمام نيجيريا وكوريا الجنوبية واليونان، والأخيرة واجهوها في غياب 7 لاعبين أساسيين، وعلى الرغم من ذلك تغلبوا عليها 2-صفر. وتكمن صعوبة المهمة أمام المكسيك كونه كان حجر عثرة أمام الأرجنتين في الدور ذاته من النسخة الأخيرة في ألمانيا؛ حيث احتاج الأرجنتينيون إلى التمديد لتخطي عقبة المكسيكيين بهدف رائع من مكسيميليانو رودريغيز في الدقيقة 98. كما أن المنتخب المكسيكي ظهر بوجه مشرف حتى الآن في البطولة، ونجح في التغلب على فرنسا وصيفة بطلة النسخة الأخيرة 2-صفر في الجولة الثانية، قبل أن يخسر أمام الأوروجواي صفر-1، وعلى الرغم من ذلك ضمن تأهله بفارق الأهداف على حساب جنوب إفريقيا المضيفة. ويبدو المنتخب الأرجنتيني مرشحا بقوة لتخطي المكسيك بالنظر إلى قوته الضاربة في خطي الوسط والهجوم، إضافة إلى الأسلحة الاحتياطية على دكة البدلاء، التي أكدت أنها لا تقل شأنا عن الأساسيين عندما تألقت أمام اليونان، خصوصا دييغو ميليتو وسيرخيو اغويرو ومارتن باليرمو. والأكيد أن مارادونا، الساعي إلى لقبه الثاني بعد الأول لاعبا عام 1986، سيلعب بتشكيلته الأساسية التي خاضت المباراتين الأوليين أمام نيجيريا وكوريا الجنوبية، وسيستفيد من راحة نجومه هيغواين وتيفيز وخافيير ماسكيرانو وانخل دي ماريا وغابريال هاينتسه ووالتر صامويل وجوناس غوتييريز الموقوف. وتبقى الآمال معلقة على ميسي الذي أشركه مارادونا في المباراة أمام اليونان على الرغم من حسم التأهل؛ حيث اعتبر غيابه "خطيئة"، بل إنه منحه شارة القائد ليصبح أصغر قائد في تاريخ المنتخب الأرجنتيني. وتحسن أداء ميسي، الذي احتفل بعيد ميلاده الثالث والعشرين أمس الأول مع منتخب بلاده في المونديال، خلافا لمشواره معه في التصفيات؛ حيث واجه انتقادات كثيرة من وسائل الإعلام المحلية؛ كونه لا يظهر بالمستوى الرائع الذي يقدمه مع برشلونة. وصنع ميسي أهدافا لزملائه، فيما لم يحالفه الحظ في التسجيل في أكثر من فرصة ردها له القائم. وكان ميسي على مقاعد الاحتياط في المباراة أمام المكسيك قبل 4 أعوام عندما كان عمره آنذاك 19 عاما، وقد أبدى تلهفه للعب غدا حتى يقود منتخب بلاده إلى فوز سهل خلافا لمباراتهما في ألمانيا 2006.