قال إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح آل طالب، في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، إن الشكر نصف الدين، وإن الله تعالى هو الشاكر العليم، وإنه يحب الشاكرين، مبينًا أن لحفظ النعم العامة والخاصة، ومنها الأمن في الأوطان واجتماع الكلمة ودوام العيش الرغيد، أسباباً شرعية لا تغني عنها الأسباب الدنيوية؛ بل إن الأسباب الشرعية هي الأصل. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: "إن جزيرة العرب كانت خالية من الحضارة والتاريخ فلما أشرقت شمس الإسلام منها وعليها أصبحت قطباً إسلاميًا للعالم ومركزاً له، وتجبى إليها الخيرات ثم تأخرت فبعدت عن التأثير حينًا من الدهر حتى أذن الله بقيام الدعوة الإصلاحية فيها على منهج النبوة قبل ثلاثة قرون، فعادت جزيرة العرب مضيئة، فأخرج الله لها ولأهلها كنوز الأرض وأتاها الخير من حيث لا تحتسب، وأسمع للعالم كلمتها وهابها وأتقاها من لم يكن يخافها قبل عقود، ولم يكن لها ذلك إلا بتوفيق الله وإرادته الخير لأهلها".
وذكر "أن الدولة أسست على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وستبقى مادامت باقية على هذا النهج ومحافظة على هذا الأساس الذي قامت عليه ومن الدوام الوعي بهذه الحقيقة والثبات على هذا المبدأ".
وبيّن الشيخ آل طالب أن "المحاولات المعادية من الخارج وجدت صداها بالداخل من بعض المتأثرين بها ممن يحاول زحزحة هذه البلاد عن النهج الذي تسير عليه هو في الحقيقة رغبة في تحريكها عن مصدر قوتها وعزتها الذي وهبه الله لها".
وأوضح أن "التبديل في الدين يتبعه التبديل في الحال والتبديل في الدين الذي تُخشى عواقبه هو كل تبديل يؤول إلى إفراط أو تفريط، فالغلو وتكفير المسلمين واسترخاص الدماء ونشر الفوضى هو نقص في الدين وزعزعة له قبل أن يكون زعزعة للأمن والاستقرار وتدمير للحياة والإلحاد ونشر الفاحشة، والمجاهرة بما يغضب الرب هو هدم للدين وصدّ للناس عنه وكفر بالنعم".
ودعا فضيلته العقلاء إلى أن يأخذوا على أيدي السفهاء، مشددًا على أن الضرر إذا وقع يقع على الجميع ومن واجب كل مسلم أن يدافع عن حقه في الأمن والفضيلة، فإن ذلك أمناً من العذاب وزوال النعم، داعيًا الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين .
وفي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم إن البشارة والبشرى والمبشرات كلمات معانيها تبعث الأمل وتشحذ الهمم وتعالج اليأس وهي عامل ثقة بموعود الله عزوجل تذهب الهموم والغموم والبشارة المطلقة لا تكون إلا بالخير وإنما تكون بالشر إذا كانت مقيدة وفي القرآن صور من المبشرات وميدان فسيح تملؤه البشروات، والله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم تبيان لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين يهدي للتي هى أقوم ويبشر المؤمنين بالأجر الكبير وآياته تسكب في قلب المؤمن السكينة وتبعث البشرى.
وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم بشير ونذير قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلامُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)، ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التبشير ونهى عن التنفير فقال (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا)، مشيراً إلى أن التوازن بين التبشير والتخويف هو هدي سيد المرسلين وهو المنهج الوسط برجاء رحمة الله والخوف من عقابه.
ومضى إمام وخطيب المسجد النبوي يقول إن سماع المبشرات يزيد من الاجتهاد والحرص على الطاعة وأن التبشير دعم معنوي وتثبيت لاغنى عنه ويتجلى هذا في موقف خديجة رضى الله عنها تقول لزوجها صلى الله عليه وسلم أبشر فو الله لا يخزيك الله أبدًا فما أنبل أن يسمع الزوجان من بعضهما والجندي من قائده والمرؤوس من رئيسه كلمة التأييد والتثبيت تزف له البشرى عند الخوف.